أحياء ولكن.. سقوط رئيس حي وسط في قبضة القانون بعد حكم بالمؤبد
نقل إنجي فتحي لرئاسة حي شرق خلفًا له وسط دهشة الأوساط المحلية

كتبت- نجوى إبراهيم
في مفاجأة مدوية هزّت الأوساط التنفيذية والسياسية في محافظة الإسكندرية، ألقت الأجهزة الأمنية فجر الأربعاء القبض على حاتم زين العابدين، رئيس حي وسط بالإسكندرية، وذلك بعد الكشف عن كونه هاربًا من حكم قضائي بالسجن المؤبد في إحدى القضايا، وهو ما أثار حالة من الجدل والاستغراب حول كيفية وصوله لتلك المناصب القيادية دون اكتشاف حقيقة موقفه القانوني.
علامات استفهام حول آليات التعيين والفحص
القضية لم تمر مرور الكرام، فقد فتحت الباب واسعًا أمام تساؤلات مشروعة من الشارع السكندري والمراقبين، حول آليات اختيار القيادات التنفيذية ومدى دقة الجهات الرقابية في فحص ملفاتهم القانونية قبل شغل المناصب العامة.
فكيف لرئيس حي، مسؤول عن تنفيذ القانون ومتابعة الانضباط في الشوارع، أن يكون نفسه مطلوبًا للعدالة؟
وما هي الثغرات التي سمحت بمروره عبر مراحل التعيين دون تدقيق أو مراجعة؟
الواقعة ألقت بظلالها على جميع الأجهزة التنفيذية بالمحافظة، وسط دعوات لإجراء مراجعة شاملة لكافة ملفات القيادات المحلية للتأكد من سلامة الموقف القانوني والوظيفي لكل مسؤول.

إنجي فتحي تتولى رئاسة حي شرق
وفي تحرك سريع لضمان استمرار العمل داخل حي وسط دون تعطّل، أصدر محافظ الإسكندرية اللواء أحمد خالد قرارًا بنقل المهندسة إنجي فتحي من رئاسة حي وسط لتتولى منصب رئيس حي شرق، خلفًا لحاتم زين العابدين الذي تم التحفظ عليه لحين استكمال التحقيقات.
ويُعد هذا القرار بمثابة تأكيد من المحافظة على استمرار الانضباط الإداري وعدم السماح بتعطيل المرافق أو الخدمات العامة، خصوصًا في ظل الحملات المكثفة الجارية حاليًا لإعادة الانضباط للشوارع ورفع الإشغالات ومواجهة المخالفات.
الأجهزة الرقابية تتحرك
من جانبها، بدأت الجهات المختصة في مراجعة كل قرارات التعيين والتنقلات السابقة، خصوصًا ما يتعلق بالقيادات التي شغلت مواقع تنفيذية خلال السنوات الأخيرة، للتأكد من خلو سجلاتها من أية أحكام أو ملاحظات أمنية أو قانونية.
وأكد مصدر مسؤول أن ما حدث سيكون جرس إنذار قوي لإعادة تقييم منظومة الرقابة والمتابعة داخل المحليات، حتى لا تتكرر مثل هذه الوقائع التي تهز ثقة المواطن في الأجهزة التنفيذية.
لماذا إنجي فتحي؟
جاء اختيار المهندسة إنجي فتحي لتولي رئاسة حي شرق تقديرًا لما حققته من نجاحات ملموسة خلال فترة عملها في حي وسط، حيث قادت خلال الأشهر الماضية حملات مكبرة لإعادة الانضباط ورفع آلاف الإشغالات من الشوارع الرئيسية والفرعية، كما تولت بنفسها متابعة أعمال التطوير والتجميل في الميادين والمناطق الحيوية.
وتُعرف إنجي فتحي داخل أروقة الديوان العام بكونها قيادة ميدانية حاسمة لا تتهاون في تطبيق القانون، وهو ما جعلها تحظى بثقة القيادات التنفيذية بالمحافظة، وقرار توليها حي شرق جاء استكمالًا لمسيرة الانضباط والحزم التي اشتهرت بها.
الشارع السكندري يطالب بالمحاسبة
وتباينت ردود أفعال المواطنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي بين الدهشة والاستنكار، مطالبين بمحاسبة كل من تهاون أو قصّر في تمرير تلك المخالفة الجسيمة، ومؤكدين أن “لا أحد فوق القانون”.
فالحدث، رغم غرابته، أعاد التأكيد على أن الدولة ماضية في تطهير الجهاز الإداري ومحاربة الفساد بكل أشكاله، وأن يد العدالة تطال الجميع مهما كانت مناصبهم أو مواقعهم.


