أعلنت السلطات الباكستانية، اليوم الأحد، مقتل 23 جندياً من قواتها المسلحة في اشتباكات عنيفة اندلعت مع القوات الأفغانية على الحدود المشتركة بين البلدين، في واحدة من أكثر المواجهات دموية منذ شهور، وفق ما نقلته وكالة “أسوشييتد برس”.
وأكدت وزارة الدفاع الباكستانية في بيان أن قواتها ردّت على “هجمات منسقة” شنّتها مجموعات متمركزة داخل الأراضي الأفغانية، ما أدى إلى تدمير عدة مواقع حدودية تابعة لحركة طالبان.
الحدود الأفغانية
في المقابل، قالت حكومة طالبان في كابول إن قواتها تصدّت لهجوم باكستاني على الأراضي الأفغانية، مؤكدة مقتل 58 جندياً باكستانياً وتدمير مواقع عسكرية عدة، فيما لم تعلّق باكستان رسمياً على هذه الحصيلة التي وصفتها بـ”المبالغ فيها”.
وشهدت مناطق بكتيا وبكتكا في شرق أفغانستان اشتباكات متبادلة استخدمت فيها المدفعية الثقيلة والطائرات المسيّرة، وفق مصادر محلية، مما دفع السلطات إلى إغلاق معابر تورخم وشامان الحدودية الحيوية أمام حركة التجارة واللاجئين.
اتهامات متبادلة
تأتي هذه التطورات في وقت تتصاعد فيه التوترات بين البلدين، إذ تتهم إسلام أباد كابول بالسماح لمسلحي “تحريك طالبان باكستان” بشن هجمات من داخل الأراضي الأفغانية، بينما ترد طالبان بأن باكستان تنتهك سيادتها الجوية وتنفذ عمليات عسكرية داخل حدودها.
ردود فعل دولية
أكد المتحدث باسم الكرملين في وقت سابق أن موسكو تتابع التصعيد “بقلق بالغ”، داعياً الطرفين إلى ضبط النفس والحوار، في حين دعت الأمم المتحدة إلى تجنّب أي خطوات من شأنها تفاقم الوضع الإنساني في المنطقة الحدودية.
ويُعد هذا التصعيد الأخطر منذ سيطرة طالبان على الحكم في كابول عام 2021، وسط مخاوف من تحوّل التوترات الحدودية إلى مواجهة مفتوحة بين الجيش الباكستاني وحركة طالبان.
