مقالات

محمود عرفات يكتب: ارحموا كبار السن من فيديوهات الذكاء الاصطناعي

كل الأدوات الرقمية الحديثة تطورها يعود بالإيجاب قولا واحدا، إلا الذكاء الاصطناعي صار التطور والتقدم فيه آفة أعيت من يداويها، لا سيما على كبار السن الذين لا يجيدون التفرقة بين مقاطع الفيديو الحقيقية والمفبركة، وهذا ما يزيد من سرعة وتيرة انتشارها، وما يتبعها من تصديق وتأثر نفسي سلبي بفَعل هذه المقاطع المجافية تماما عن الحقيقية.

خلال الأيام الماضية حديث الناس لا سيما كبار السن منهم يدور حول القطة التي تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي وهي ترفع الأذان من داخل المقابر في مشهد عبثي صدّقه الكثيرون، والحقيقة أني لا ألوم على كبار السن في تصديق مثل هذه المقاطع ومشاركتها، فهي مصنوعة بدقة عالية كأنها والحقيقة وجهان لعملة واحدة، ولن يستطيع أن يكشف زيف هذه المقاطع إلا من نظر في التفاصيل وبان له ذلك.

هذه الفيديوهات خطورتها تكمن في مدى ما تتركه من أثر نفسي كبير في نفوس المتعرضين لها، وما أدل على ذلك من الفيديو المفبرك الذي انتشر كالنار في الهشيم خلال الأيام الماضية لطفل يسقط من أعلى عقار والتقطه شاب يمشي في الشارع، في مشهد يخلع القلب، لا سيما تأثر كبار السن من الأمهات اللواتي يصدقن بشكل سريع، وينتج عن ذلك تأثيرات نفسية بعيدة المدى.

ختاما، مثل هذه المقاطع لها أثر نفسي غاية في الخطورة، وطريق إيقاف مثل هذه الفيديوهات عن الانتشار واحد لا ثاني له، وهو أن نتوقف عن المشاركة السريعة إلا بعدما نتأكد من أنه حقيقي، وذلك رأفة بشريحة كبيرة من كبار السن الذين أصبحوا يمثلون عددا ليس بالقليل على مواقع التواصل الاجتماعي، وتأثرهم وانفعالهم مع هذه الفيديوهات قد يشكل مخاطر صحية بعيدة المدى، ووقتها نحن مشاركون في الذنب بلا شك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights