مقالات

أحمد حمدي يكتب: المناصب داخل الأحزاب السياسية “مسؤولية لا تشريف”

لا تُقاس قيمة العمل السياسي بعدد المؤتمرات التي تُعقد أو بعدد الصور المنشورة على وسائل التواصل، بل تُقاس بمدى تأثير أصحاب المناصب داخل الأحزاب في حياة الناس اليومية، ومدى قدرتهم على تحويل السياسة من شعارات إلى واقع ملموس.

أولاً: ما أهمية المناصب داخل الأحزاب؟

المناصب الحزبية، كأمين الحزب أو أمين الأمانة النوعية (مثل أمانة الشباب أو المرأة أو العمال)، ليست مجرد تسميات تنظيمية، بل هي مواقع مسؤولية تهدف لتجسيد رؤية الحزب على الأرض.

فمن خلال هذه المناصب، تُترجم السياسات إلى برامج، وتُحول المبادئ إلى مبادرات، وتُعبر الأحزاب عن التفاعل الحقيقي مع الشارع والمواطن.

ثانيًا: كيف يمكن للمناصب الحزبية أن تخدم الناس؟

1. حل مشكلات المواطنين محليًا:

يمكن للحزبيين، خاصة على مستوى الأمانات المحلية، أن يكونوا حلقة وصل بين المواطن والدولة. فعندما يتواصل أمين الحزب مع الجهات التنفيذية لحل مشكلة صرف صحي أو إنارة شارع، فإنه يُقدم خدمة مباشرة للناس.

2. تبني المبادرات المجتمعية:

الأمانات الحزبية يجب أن تطلق مبادرات في مجالات التعليم، الصحة، دعم ذوي الهمم، التدريب المهني، إلخ.

3. التثقيف السياسي ورفع الوعي:

أحد أهم أدوار القيادات الحزبية هو نشر الوعي السياسي الحقيقي، وتثقيف الشباب على معنى الديمقراطية والمشاركة والانتماء.

4. توفير فرص للشباب والنساء:

من خلال العمل مع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني، يمكن للمسؤولين الحزبيين تسهيل فرص العمل، والتدريب، والمشاركة المجتمعية للفئات المهمشة.

ثالثًا: ما هو الدور المطلوب من أمين الأمانة في الحزب؟

 

دور أمين الأمانة، سواء أكانت أمانة تنظيمية أو نوعية، هو دور قيادي وتنفيذي في نفس الوقت، ويشمل:

تخطيط الأنشطة والمبادرات وتوزيع الأدوار.

ربط الحزب بالمجتمع المحلي وفهم احتياجاته.

رفع التقارير بشكل منتظم عن الأداء والمشكلات.

تأهيل الكوادر الحزبية وتدريب الصف الثاني والثالث.

المشاركة في صياغة السياسات واقتراح حلول عملية واقعية.

تمثيل الحزب بشكل مشرف أمام الجماهير ووسائل الإعلام.

رابعًا: كيف يكون الشخص نافعًا لمجتمعه من خلال موقعه الحزبي؟

أن يستمع أكثر مما يتكلم.

أن يضع خدمة الناس قبل خدمة الذات.

أن يعمل في الميدان لا من خلف المكاتب.

أن يسعى لبناء جيل جديد من الكوادر وليس الانفراد بالمشهد.

أن يربط بين السياسة والتنمية، وأن يجعل وجود الحزب محسوسًا بالفعل لا باليافطات.

ختامًا

العمل الحزبي ليس رفاهية ولا بروتوكول، بل هو خدمة عامة واختبار دائم للضمير الوطني. ومنصب داخل الحزب هو بداية لمسؤولية، وليس نهاية لطموح. فمن أراد أن يخدم وطنه بحق، فليبدأ من حيث يقف، وليكن صوته للناس لا عليهم، وعمله لهم لا لنفسه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights