تمثل زيارة دولة رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي إلى المملكة الأردنية الهاشمية، ولقاؤه بدولة رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، محطة مهمة في مسيرة العلاقات الأردنية–المصرية التي تمتاز برؤية استراتيجية متكاملة، تمتد من السياسة والاقتصاد إلى الثقافة والإبداع.
هذه الزيارة، التي تتزامن مع انعقاد الدورة الثامنة والعشرين للجنة العليا الأردنية–المصرية المشتركة، تأتي لتؤكد أن التكامل العربي لا يقتصر على التعاون في مجالات الصناعة والتجارة والاستثمار، بل يمتد أيضًا إلى بناء بيئة عربية مواتية لحماية الابتكار وتشجيع الإبداع، كأحد مقومات التنمية الاقتصادية المستدامة.
وفي هذا الإطار، أعتز بأن الاتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية – ومقره القاهرة – كان قد نظم في 1 ديسمبر 2024 “اليوم العربي للملكية الفكرية” في العاصمة الإدارية الجديدة بجمهورية مصر العربية، تحت رعاية كريمة من مجلس الوزراء المصري. هذا الحدث لم يكن مجرد مناسبة احتفالية، بل منصة عربية جمعت خبراء ومشرعين ومبدعين من مختلف الدول العربية، لوضع أسس عملية لحماية حقوق المبدعين والمبتكرين، وتفعيل دور الملكية الفكرية كأداة لدعم الاقتصاد المعرفي العربي.
إن رعاية الحكومة المصرية لذلك الحدث تعكس وعيًا متقدمًا بأهمية حماية الإبداع في تعزيز الاقتصاد، وهي نفس الروح التي يمكن أن تدعم الشراكة الأردنية–المصرية في تطوير أطر قانونية وفنية لحماية الابتكار، بما يعزز موقع البلدين كمحورين أساسيين في المنطقة العربية في مجالات الاقتصاد المعرفي.
إن زيارة الدكتور مصطفى مدبولي إلى عمان، وما تحمله من رسائل سياسية واقتصادية، تمثل فرصة لكل المؤسسات العربية العاملة في هذا المجال لتعزيز حضورها، والبناء على الإنجازات التي تحققت، وتحويلها إلى برامج ومبادرات عملية تخدم المبدع العربي وتدعم مسيرة التنمية في وطننا العربي الكبير.
