أمين الفتوى يحسم الجدل حول نشر أسرار البيوت على السوشيال ميديا للتربح

أجاب الشيخ أحمد العوضي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال يتعلق بنشر الأسرار الشخصية وأمور الحياة الخاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما في سياق التربح من وراء ذلك.
جاء هذا الرد خلال حلقة من برنامج “البيت” الذي تقدمه الإعلامية زينب سعد الدين، والمذاع على قناة “الناس”، اليوم الخميس.
متى يكون نشر التفاصيل الشخصية جائزًا؟
بدأ الشيخ العوضي شرحه بالتأكيد على أن الشريعة الإسلامية تفرق بين نشر أمور حياتية تقرب الناس وتؤدي إلى التواصل الاجتماعي، مثل التهاني بمناسبة عيد أو عزاء، وهي أمور مشروعة ومحببة في الإسلام.
وأضاف أن نشر تفاصيل إيجابية مثل نجاح الأبناء في الامتحانات أو الاحتفال بمناسبات شخصية سعيدة هو أمر جائز أيضًا، ويعد من وسائل التواصل الإيجابية بين الناس.
نشر الأسرار الشخصية والأمور الخاصة: محرم شرعًا
وحذر من نشر الخصوصيات أو الأسرار المتعلقة بالحياة الزوجية أو العمل أو أي تفاصيل شخصية قد تتسبب في ضرر أو تعرض الشخص للانتقاد، موضحًا أن هذا النوع من النشر يعد محرمًا شرعًا.
وأكد أن الشريعة الإسلامية نهت عن التطفل على خصوصيات الآخرين أو نشر ما يسبب لهم ضررًا أو يفضح حياتهم الخاصة.
وأضاف أن مبدأ الستر هو الأصل في الإسلام، وتجنب كشف ما لا ينبغي كشفه من خصوصيات.
الستر هو الأصل في الإسلام
وأوضح أمين الفتوى أن الستر يُعد من المبادئ الأساسية في الإسلام، حيث يُفضل أن يبقى الإنسان مستترًا بما منحه الله من نعم، باستثناء الحالات التي يتحدث فيها الشخص عن نعم الله عليه بشكل لا يجرح أو يعرضه للانتقاد.
وأشار إلى قوله تعالى في القرآن الكريم: “وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ”، التي تشجع على ذكر نعم الله دون التفاخر أو التباهي بما قد يؤدي إلى الوقوع في العيب أو اللوم.
التحدث بنعمة الله: من غير تباهٍ أو فخر
استشهد العوضي بكتب الفقهاء في هذا الشأن، منها كتاب الإمام السيوطي “التحدث بنعمة الله”، الذي يناقش كيفية شكر الله على النعم دون التفاخر أو المبالغة التي قد تعرض الإنسان للانتقاد.
وأكد أن أي نشر لا يجب أن يؤدي إلى كشف العيوب أو فضح الخصوصيات، بل ينبغي أن يكون في سياق لا يسبب أي حرج للشخص.
حكم التفاخر على وسائل التواصل الاجتماعي
أكد الشيخ أحمد العوضي أن نشر بعض الأمور الشخصية التي لا تفضح الإنسان أو تعرضه للانتقاد، مثل شراء سيارة جديدة أو الحصول على وظيفة، هو أمر جائز شرعًا أما إذا كان نشر التفاصيل الشخصية سيؤدي إلى الإحراج أو الفضيحة، فإنه يعتبر أمرًا غير جائز شرعًا.
التوازن بين الحق في النشر والاحترام للخصوصيات
وأكد أمين الفتوى على ضرورة أن يتحلى المسلم بالحكمة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مع الالتزام بالضوابط الشرعية التي تحافظ على خصوصية الفرد وتحترم مشاعر الآخرين.

