إسرائيل تغلق القنصلية الفرنسية في القدس وتضع علاقاتها مع أوروبا على المحك

قررت وزارة الخارجية الإسرائيلية، اليوم الأثنين، إغلاق القنصلية الفرنسية في القدس، وذلك على خلفية إعلان باريس اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، في خطوة اعتبرتها إسرائيل تصعيداً خطيراً في الموقف الأوروبي ضدها.
وقالت صحيفة يسرائيل هيوم إن وزير الخارجية جدعون ساعر هو من أصدر القرار، مؤكداً أن القنصلية الفرنسية في القدس “تتصرف بتحدٍّ واضح للسيادة الإسرائيلية”، ومتهماً فرنسا بأنها “تقود الخط المناوئ لإسرائيل في الاتحاد الأوروبي وفي المؤسسات الدولية”.
رد فعل فرنسي غاضب :
عبّرت وزارة الخارجية الفرنسية في باريس،عن استيائها من القرار الإسرائيلي، واعتبرت إغلاق القنصلية “إجراءً غير مبرر يعمّق عزلة إسرائيل ويقوّض أي إمكانية لاستئناف عملية السلام”. وأكدت الخارجية أن “اعتراف فرنسا بدولة فلسطين يستند إلى دعم حل الدولتين، الذي يشكل السبيل الوحيد لإنهاء الصراع وضمان أمن إسرائيل والفلسطينيين معاً”.
ترحيب فلسطيني واسع :
أما على الجانب الفلسطيني، فقد رحبت القيادة بالخطوة الفرنسية، ووصفتها بأنها “اختراق سياسي كبير يضع إسرائيل في مواجهة المجتمع الدولي”. وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية إن “محاولة إسرائيل إغلاق القنصلية الفرنسية في القدس تكشف عزلتها المتزايدة، ولن تمنع العالم من الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.”
خلفية التوتر :
ويأتي هذا التصعيد في ظل تزايد الاعترافات الأوروبية بدولة فلسطين خلال الأشهر الأخيرة، حيث اتخذت دول مثل إسبانيا وأيرلندا والنرويج خطوات مشابهة، ما أثار غضب الحكومة الإسرائيلية التي اعتبرت هذه التحركات “مكافأة للإرهاب”، بينما ترى العواصم الأوروبية أنها “رسالة سياسية للضغط على إسرائيل لوقف الحرب والتوسع الاستيطاني”.
انعكاسات دبلوماسية :
خبراء في الشؤون الدولية اعتبروا أن إغلاق القنصلية الفرنسية قد يؤدي إلى أزمة دبلوماسية حادة بين تل أبيب وباريس، وربما يفتح الباب أمام خطوات أوروبية جماعية للرد، بما في ذلك مراجعة التعاون العسكري والاقتصادي مع إسرائيل. كما يحذر محللون من أن الخطوة قد تزيد من عزلة إسرائيل في المحافل الدولية، خاصة مع استمرار الضغوط داخل الأمم المتحدة لانتزاع اعتراف أوسع بالدولة الفلسطينية.
العلاقات مع الاتحاد الأوروبي على المحك :
إغلاق القنصلية الفرنسية لا يُنظر إليه فقط كخلاف ثنائي بين باريس وتل أبيب، بل كتصعيد قد ينعكس على مجمل علاقة إسرائيل بالاتحاد الأوروبي. ففرنسا تُعد من الدول المحورية داخل التكتل الأوروبي، وأي مواجهة معها قد تدفع شركاءها في بروكسل إلى تبني مواقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل، سواء عبر تعزيز الاعترافات بالدولة الفلسطينية، أو من خلال فرض قيود سياسية واقتصادية. ومن شأن هذا المسار أن يعمّق عزلة إسرائيل عن حلفائها الغربيين التقليديين، ويفتح الباب أمام تحولات في ميزان القوى الدبلوماسي لصالح الفلسطينيين.



