أخبار

رئيس جامعة الأزهر من جاكرتا: التعاون العلمي سبيل لنهضة الأمة الإسلامية

في إطار تعزيز العلاقات العلمية والثقافية بين المؤسسات الإسلامية العالمية، ألقى فضيلة الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، محاضرة علمية بعنوان بناء التعاون العلمي بين جامعة الأزهر والجامعة الإسلامية العالمية الإندونيسية من أجل ازدهار مستقبل الأمة، وذلك بمقر الجامعة الإسلامية العالمية الإندونيسية في العاصمة جاكرتا.

شهدت المحاضرة حضور نخبة من الشخصيات العلمية والدبلوماسية، من بينهم الدكتور رمضان الصاوي، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري، والسيد يوسف كالا، نائب رئيس الجمهورية الإندونيسية السابق ورئيس مجلس أمناء الجامعة، والدكتور جمهاري معروف، رئيس الجامعة الإسلامية العالمية الإندونيسية، إلى جانب السفير ياسر الشيمي، سفير مصر في جاكرتا، وعدد من القيادات الأكاديمية والدينية في إندونيسيا.

تحيات الإمام الأكبر ورسالة الأزهر العالمية

استهل رئيس جامعة الأزهر كلمته بنقل تحيات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الذي يشارك في مؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي المنعقد في مملكة البحرين تحت عنوان “أمة واحدة ومصير مشترك”، والذي يهدف إلى تعزيز الوحدة الإسلامية وتقوية أواصر التعاون بين الدول والشعوب المسلمة.

وأكد فضيلته أن الأزهر الشريف، جامعًا وجامعةً، يحمل رسالة عالمية، ترتكز على نشر قيم الاعتدال والتسامح، وتعزيز التعاون بين المؤسسات الإسلامية العلمية للنهوض بالأمة الإسلامية في مختلف المجالات.

العلاقات المصرية الإندونيسية.. تاريخ مشترك وتعاون مستمر

سلط الدكتور سلامة داود الضوء على العلاقات التاريخية العميقة بين مصر وإندونيسيا، مشيرًا إلى أن مصر كانت أول دولة تعترف باستقلال إندونيسيا عام 1947م، وهو ما يعكس متانة الروابط بين البلدين.

وأشار إلى أن العلاقات بين الأزهر الشريف وإندونيسيا تمتد لعقود طويلة، حيث يمثل رواق الجاوية في الجامع الأزهر العتيق شاهدًا حيًا على هذه الصلات العلمية والثقافية، مؤكدًا أن الأزهر يفتح أبوابه دائمًا أمام الطلاب الإندونيسيين الذين يسعون لطلب العلم الشرعي من منابعه الأصيلة.

كما أعرب عن سعادته بزيارة الرئيس الإندونيسي للقاهرة في ديسمبر 2024 وإلقائه محاضرة تاريخية في الأزهر الشريف، معتبرًا ذلك تأكيدًا جديدًا على عالمية رسالة الأزهر وتأثيره في العالم الإسلامي.

العلم مفتاح النهضة ونبذ الخلافات سبيل الوحدة

في سياق حديثه عن أهمية العلم في نهضة الأمم، شدد رئيس جامعة الأزهر على أن الأمة الإسلامية يجب أن تكون منتجة للمعرفة وليس مجرد مستهلكة لها، داعيًا إلى التركيز على إحياء التراث الإسلامي العلمي والاستفادة من إرث العلماء المسلمين.

واستشهد في هذا السياق بكلام الإمام عبد القاهر الجرجاني في القرن الخامس الهجري حول جهود العلماء المسلمين في دراسة الذرة، مشيرًا إلى أن العالم الفرنسي بير، الحاصل على جائزة نوبل في العلوم عام 1903، اعتمد في أبحاثه على أكثر من عشرين كتابًا من كتب المسلمين في الأندلس، مما يؤكد عظمة التراث العلمي الإسلامي.

كما شدد على أهمية نبذ الخلافات المذهبية التي تؤدي إلى التشرذم والضعف، مؤكدًا أن وحدة المسلمين وتكاتفهم العلمي والفكري هو السبيل لتحقيق النهضة الشاملة.

آفاق التعاون بين الأزهر والجامعة الإسلامية العالمية الإندونيسية

أعلن الدكتور سلامة داود عن استعداد جامعة الأزهر لتعزيز التعاون الأكاديمي مع الجامعة الإسلامية العالمية الإندونيسية، وذلك من خلال:

  • إرسال أساتذة من جامعة الأزهر للتدريس في الجامعة الإندونيسية.
  • توفير المناهج والمقررات الدراسية التي تحتاجها الجامعة.
  • توقيع مذكرة تفاهم بين الجامعتين لتعزيز الشراكة العلمية في المستقبل القريب.

وأكد أن هذه الخطوات تأتي في إطار حرص الأزهر الشريف على نشر العلوم الإسلامية الصحيحة، وتقديم الدعم الأكاديمي والعلمي للمؤسسات التعليمية في مختلف الدول الإسلامية.

مقترحات الطلاب ورؤية الأزهر المستقبلية

في ختام المحاضرة، استمع رئيس جامعة الأزهر إلى مقترحات الطلاب الإندونيسيين الدارسين في الجامعة الإسلامية العالمية، ووعد بدراسة مطالبهم والعمل على تلبيتها، مشددًا على أن الأزهر يرحب دائمًا بتعزيز التعاون مع مختلف المؤسسات الأكاديمية الإسلامية لتحقيق الأهداف المشتركة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights