عقد قادة 18 دولة أوروبية وغربية اجتماعًا طارئًا في لندن، بحضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لبحث تطورات الحرب في أوكرانيا، والبحث عن حلول لوقف إطلاق النار، وتعزيز الدعم العسكري والاقتصادي لكييف.
ويأتي الاجتماع بعد المشادة الكلامية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزيلينسكي، التي أثارت قلقًا بشأن مستقبل الدعم الأمريكي لأوكرانيا.
تصريحات القادة الأوروبيين
- ألمانيا: شدد المستشار الألماني أولاف شولتس على ضرورة وقف القتال كخطوة أولى نحو محادثات سلام محتملة، مشيرًا إلى أهمية تكوين جيش أوكراني قوي لحماية البلاد من أي اعتداء مستقبلي.
- الاتحاد الأوروبي: أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين على الحاجة الملحة لإعادة تسليح القارة الأوروبية، مشيرةً إلى أنها ستطرح “خطة شاملة” لتعزيز القدرات الدفاعية خلال القمة الخاصة بالدفاع في الاتحاد الأوروبي المقبلة.
كما شددت على أهمية زيادة الإنفاق الدفاعي على مدى زمني طويل لمواجهة التحديات الأمنية.
- المملكة المتحدة: دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أوروبا إلى تحمل “العبء الأكبر” في دعم أوكرانيا، مع ضرورة حصول هذا الجهد على دعم الولايات المتحدة.
كما أعلن عن اتفاق لتزويد أوكرانيا بخمسة آلاف صاروخ للدفاع الجوي بقيمة 1.6 مليار جنيه إسترليني.
- فرنسا وبريطانيا: أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني ستارمر جاهزيتهما لنشر قوات حفظ سلام في أوكرانيا في حال التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، ويعملان على حشد دعم دول أخرى للمشاركة في هذا الجهد.
- إيطاليا: استبعدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إرسال قوات لحفظ السلام، معتبرةً أن هذه الخطوة قد تكون معقدة وغير حاسمة في هذه المرحلة.
- بولندا: شدد رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك على ضرورة تعزيز الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي مع روسيا وبيلاروسيا، معتبرًا ذلك “أولوية مطلقة” لمنع أي تهديد روسي محتمل.
كما دعا إلى وحدة أوروبية أمريكية قوية لمواجهة روسيا، وإظهار عدم نية الغرب “للاستسلام” أمام الضغوط الروسية.
التحالف الدولي لدعم أوكرانيا
ناقش قادة الدول الأوروبية خططًا لإنشاء “تحالف الدول الراغبة” لدعم أوكرانيا، يتضمن مساعدات عسكرية واقتصادية، وضمانات أمنية شاملة تتراوح بين المساعدات المالية وتعزيز الدفاعات العسكرية. أكد ستارمر أن العديد من الدول أبدت استعدادها للمشاركة في هذا التحالف، مشيرًا إلى أن التخطيط سيتم تكثيفه في الأيام القادمة.
الموقف الأمريكي
في ظل الغموض حول موقف إدارة ترامب من أوكرانيا، أشار رئيس الوزراء البريطاني ستارمر إلى أن المحادثات جرت على أساس “أنها ستحظى بدعم الولايات المتحدة”، مؤكدًا أن واشنطن “ليست حليفًا غير موثوق”. ومع ذلك، لم تصدر عن ترامب أي ضمانات صريحة بشأن استمرار دعم كييف.
ومع تصاعد المخاوف من تصعيد الحرب في أوكرانيا، تستعد أوروبا لأسوأ السيناريوهات، وتسعى لوضع استراتيجية دفاعية موحدة لمواجهة التحديات الأمنية.
ومع ذلك، فإن غياب موقف واضح من الولايات المتحدة بشأن دورها المستقبلي في النزاع قد يزيد من الضغوط على القادة الأوروبيين لإيجاد حلول مستقلة لحماية أوكرانيا واستقرار القارة.
