الإفتاء: لا مانع من تولي المرأة المناصب القيادية وفقًا للشريعة الإسلامية

كتب: مصطفى علي
حسمت الدكتورة وسام الخولي، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الجدل حول أحقية المرأة في تولي مناصب قيادية، مؤكدة أنه لا يوجد في الشريعة ما يمنع أن تكون المرأة في منصب مديرة أو مسؤولة على الرجال، وأن الإسلام منحها حقوقًا كبيرة وكفل لها مكانة مميزة.
ومن خلال تصريحاتها، أكدت الخولي أن الشريعة كرمت المرأة واعتبرت دورها مكملًا لدور الرجل، موضحة أن الله خلق المرأة من ضلعه آدم، ليجسد مفهوم التكامل بينهما، وأن كليهما مكلفان بتأدية الفرائض من صلاة وصوم وسائر العبادات بما يتلاءم مع طبيعتهما.
وأشارت الخولي إلى أن الآراء الفقهية في مسألة تولي المرأة للمناصب القيادية ليست موحدة، فهناك اختلاف بين الفقهاء؛ إذ يرى بعضهم تقييد بعض المناصب بالرجال، بينما يجيز آخرون -مثل الحنفية وبعض المالكية- للمرأة شغل تلك المناصب، مؤكدة أن الفتوى المعاصرة تتجه نحو جواز تولي المرأة لبعض المناصب القيادية؛ مما يعكس تطور نظرة المجتمع لدورها الفعال.
وبالنسبة للحديث النبوي الشريف: “لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة”، أوضحت الخولي أن هذا الحديث صحيح، ولكنه جاء في سياق تاريخي يتعلق بوضع خاص لدى أهل فارس بعد وفاة ملكهم وتولي ابنته للحكم.
وأكدت أنه لا يجوز تعميم هذا الحكم على جميع النساء أو على كل المناصب، مشيرة إلى وجود العديد من الأمثلة الناجحة للنساء في القيادة، سواء في العصور الإسلامية السابقة أو في الواقع المعاصر.
وشددت الخولي على ضرورة تفسير النصوص الدينية بعناية، وأن تأويل النصوص يجب أن يعتمد على فهم عميق وسياق تاريخي، دون استغلالها لتهميش دور المرأة في المجتمع.
ودعت إلى الرجوع لأهل العلم والتفسير لضمان فهم صحيح لهذه القضايا، مع أهمية التحلي بعقل منفتح ونظرة إيجابية في معالجة الموضوعات الدينية المتعلقة بدور المرأة.



