
تقرير: مروة محي الدين
“في يوم الجمعة، بينما أطفال العالم يستعدون للصلاة أو اللعب… أطفال غزة يُحملون بلا رؤوس، بلا أطراف، بلا ملامح… قُطعت براءتهم بصواريخ الاحتلال الإسرائيلي التي لا تفرق بين صغير وكبير… هذا ليس مشهداً من فيلم، بل واقع في غزة…” هكذا وصف الصحفي الفلسطيني “أنس الشريف” حال اليوم في غزة، مؤكدا أن الاحتلال يكثف هجماته على المدنيين أيام الجمعة لتحويله إلى يوم دموي، مختتما تغريدته بقول: “حين يتحول يوم الجمعة إلى وداع جماعي”.
وفي أحدث إحصائية لأعداد شهداء اليوم في مجمل القطاع، منذ الفجر وحتى غروب الشمس، كان إجمالي عدد الشهداء 70 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، نتيجة الهجمات الوحشية للاحتلال على معظم مناطق غزة، التي نورد أهم مشاهد المذابح فيها في السطور التالية:
دير البلح
شن طيران الاحتلال هجمات موسعة على منطقة دير البلح وسط غزة، كانت منطقة المطاحن آخرها، حتى كتابة وقت كتابة هذا التقرير، كما استهدف خيمة تؤوي نازحين في أرض أبو سليم، شرق منطقة الحكر، ما أدى لاستشهاد اثنين وإصابة آخرين.
واستهدفت مسيرات الاحتلال مجموعتين من الفلسطينيين في مخيم النصيرات ومدينة دير البلح، ما أدى لاستشهاد اثنين وإصابة آخرين.
وقد كانت الطفلة “يقين خضر فتحي حماد” بين شهداء دير البلح اليوم، التي كانت أحد النشطاء الذين ينقلون معاناة الأهالي على وسائل التواصل الاجتماعي، ليغيب الاحتلال صوتا جديدا من غزة، كان آخر ما نقلته هو التأكيد على خصوصية يوم الجمعة لهم في ظل المجاعة والحصار، فقالت: “لا تنسى أن تكون عوناً في يوم الجمعة، وفي ظل الحصار والمجاعة”.
مدينة غزة
في يوم الجمعة، كانت مدينة غزة على موعد مع طيران الاحتلال ليدكها بالكامل من شرقها عند محيط مفترق الشجاعية، حتى مقر الأمن الداخلي غربها. مثلما لم تسلم البيوت التي استهدفت لتقرير على رؤوس ساكنيها، مثلما حدث لمنزل عائلة “شريتح” في شارع المغربي، داخل حي الصبرة بالمدينة.
وقد أدى ذلك لاستشهاد 3 أشخاص بخلاف الجرحى، تم نقل ما تبقى من أشلائهم في سيارات الإسعاف، في مشهد اهتزت له وطاقم الدفاع المدني أثناء عمليات النقل والانتشال.
خانيونس
لم ينس الاحتلال خصوصية المساجد في يوم الجمعة، فاستهدف طيرانه مسجد “نوح” في حي إسكان الأوروبي، داخل بلدة الفخاري شرق خانيونس جنوب غزة، ليحيله إلى كومة من الركام.
كما استهدف طيران الاحتلال عدة مناطق أخرى في خانيونس، بسلسلة غارات وحشية، من بينها: بلدة القرارة ومنطقة الزنة وبلدتي عبسان الكبيرة والجديدة، كما طالت الغارات منزلا لعائلة “النجار” مقابل محطة فارس للبترول في قيزان النجار، ما أدى لاستشهاد 9 أشخاص معظمهم من الأطفال والنساء.
شمال القطاع
تحدثوا عن مستشفى العودة بتل الزعتر وما يحصل بها
الاحتلال ما زال يحاصر الطواقم الطبية والجرحى
— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) May 23, 2025
شمال القطاع كان على موعد مع المجازر الدامية يوم الجمعة، حيث أكد مراسل شبكة الجزيرة: أن قوات الاحتلال مازالت تحاصر مستشفى العودة في تل الزعتر، وبداخلي المرضى والطاقم الطبية، دون أن يحرك العالم ساكنا.
وأكدت شبكة قدس الإخبارية: أن الحصار مفروض على المستشفى الإندونيسي مع العودة، وأن قوات الاحتلال مستمرة في إطلاق النار عليهما وعلى المناطق المحيطة بهما.
وأكمل طيران الاحتلال مهماته على شمال القطاع، فقصف منطقة الزرقا، ما أدى لاستشهاد شخص وإصابة آخرين، وقتل 50 شهيدا من عائلة دردونة معظمهم من النساء والأطفال في قصف مسكنهم صباح اليوم، ولم تتمكن فرق الدفاع المدني من انتشال أكثر من 10 جثامين منهم- حسب “الشريف”.
كذلك استهدف طيران الاحتلال منزلاً لعائلة “الحواجري” داخل حي الجرن في جباليا، ومنزلا لعائلة “معروف” في جباليا البلد- وقتل وأصاب عددا من ساكنيه، وقد وصفت إحدى الأطفال المصابين بالمنزل القصف الوحشي لهم بقول: “كأنه يوم القيامة”.
وتابع هدفه في إسكات الحقيقة بقتل الصحفي “بلال الحاطوم”، في قصف تجمعا للأهالي في منطقة الصفطاوي.
كذلك عملت قوات الاحتلال المتواجده في الشمال على نسف المنازل والمباني السكنية بالمتفجرات، في عدة مناطق من بينها: حي تل الزعتر، وعدة مناطق أخرى.
في مجزرة جديدة بحق عائلة دردونة بجباليا البلد
استشهاد نحو 50 مواطنًا، معظمهم من الأطفال والنساء. تم انتشال جثامين 10 شهداء فقط حتى اللحظة، فيما لا تزال عشرات الجثامين تحت الأنقاض،
مراسل الجزيرة أنس الشريف، من موقع المجزرة، يرصد الأوضاع المحاولات المستمرة لانتشال الشهداء pic.twitter.com/cKFl6iaSU9— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) May 23, 2025
مستوطنون يؤيدون المذابح
تماشيا مع خطى جيش الاحتلال الدموية أظهرت صحيفة “هآرتس” العبرية وجود تأييد شعبي للمذابح بين جمهور المستوطنين، وذلك في استطلاع رأي أجرته الصحيفه بالتعاون مع جامعة “بن ستيت”، وأظهر أرقام مرعبة.
حيث استدعى الاستطلاع أسطورة تدمير أريحا والمجزرة التوراتية بها، فبرر 31% من عينة الاستطلاع الإبادة الجماعية في على غرار الأسطورة، وأيد 47% منهم تكرار المجزرة في المدنيين بالمدن الفلسطينية حال اقتحامها.
أما بقيت العينة فقد دعمت مشروع تهجير أهالي القطاع بأغلبية كبيرة- وفقا لما أعلنت الصحيفة، فأيد 82% من المشاركين بالاستطلاع تهجير سكان القطاع قسرا، وأيد 69% من العلمانيين منهم للأمر ذاته.
وراح 56% منهم لما هو أبعد فأيدوا طرد الفلسطينيين المتبقين في الأراضي المحتلة عام 1948، كأنهم يشجعون جيشهم على ارتكاب مزيد من الجرائم، ليكون الجمعة يوما أكثر دموية بتأكيد صهيوني.
إقرأ أيضًا: نزيف غزة… 88 شهيدا وعشرات المصابين المحاصرين