الضويني: أطباء الأزهر جمعوا بين علوم الأديان والأبدان

كتب- محمود عرفات
قال وكيل الأزهر محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف إن التاريخ العريق لكليات الطب بجامعة الأزهر، بمستوى خريجيها وما حققوه من إنجازات وحصدوه من تكريمات على المستويين: المحلي والعالمي؛ يثبت أن الأزهر مبدع في فهم رسالة الإسلام وتطبيقها؛ فلم يقف بها عند حد الدعوة النظرية، أو عند معالجة الروح والعقل فقط، بل تخطى ذلك كله حين نقلها إلى دعوة عملية تعالج القلب والروح والبدن في تكامل واضح يحقق مقاصد تلك الرسالة السامية.
وأوضح الدكتور الضويني خلال كلمته اليوم بحفل تخريج دفعتين جديدتين من طلاب وطالبات كليات طب الأزهر بدمياط، بإشراف فضيلة الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس الجامعة، وبحضور الدكتور محمود صديق، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا، والدكتور محمد الشربيني، نائب رئيس الجامعة السابق، أن المجتمع كما يحتاج إلى عالم بالشريعة ينطق بالأحكام حلالًا وحرامًا فإنه يحتاج كذلك إلى طبيب ماهر ينطق بأحوال الإنسان صحة ومرضًا، مؤكدًا أنه إذا تسنى لعالم أن يجمع بين هذين العلمين علم الأديان وعلم الأبدان فتلك غاية غالية، وهذا هو الأزهر الشريف، وهؤلاء هم أبناؤه الذين يملكون من الكفاءة والمهارة ما يسجلون به أسماءهم في تاريخ العلم الديني والدنيوي معًا.
وأكد وكيل الأزهر أن الناظر بعين الإنصاف يدرك أن الكليات العلمية بالأزهر الشريف تعيش نهضة حقيقية، وتواكب كل التطورات والمستجدات العلمية في المجالات كافة، ملاحقة متغيرات الواقع المتسارع، الذي لم يعد فيه مكان للمؤسسات النمطية والكيانات المتكاسلة؛ تحقيقًا لرؤية الدولة المصرية ۲۰۳۰م، وتنفيذًا للتوجيهات المستمرة من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر – حفظه الله-بأهمية مواكبة التقدم العلمي والتكنولوجي، وتحقيق أفضل المكتسبات منه؛ لتكون كليات الجامعة قادرة على مواكبة هذا التقدم، والتفاعل مع ما يحمله العصر من تحديات في المجالات كافة، وعدم توانيها في تقديم أفضل خدمة تعليمية لطلابها بما يجعلهم مشاركين وفاعلين في صياغة مستقبل أمتهم ووطنهم.
وشدد الدكتور الضويني على أن الأزهر الشريف وقياداته وعلماءه ماضون -بحول الله وقوته- في طريق التطوير والتجديد والتميز والريادة، وكلنا أمل وتفاؤل أن تتحقق الرؤية، وتصل كليات طب الأزهر إلى الريادة محليًّا وإقليميًّا بتحقيق التميز في التعليم الطبي والبحث العلمي وخدمة جميع أطياف المجتمع.
ووجه وكيل الأزهر تهنئته وتحيته للخريجين والخريجات، قائلًا لهم: «إنكم تجمعون بين الحسنيين: الانتساب للأزهر الشريف بما يمثله من قيمة دينية وروحية وأخلاقية، باعتباره الهيئة الإسلامية الكبرى المنوط بها ذلك، والانتساب لمهنة عظيمة ذات شرف، تشكلون فيها على اختلاف تخصصاتكم حجر أساس في المنظومة الصحية لوطننا الحبيب مصر».
وتابع: «أنا على يقين أنكم قادرون – بوعيكم الديني وحسكم العلمي على إدراك التحديات والمخاطر التي تحيط بوطننا وتحاك لنا، وتقف حجر عثرة في طريق تقدم هذا الوطن، وهذه التحديات تفرض علينا جميعًا أن نقوم بواجبنا، وأن نتحمل الأمانة، وأن نكون صورة مشرقة ومشرفة للإسلام والمسلمين بطريق عملي، ولا أفضل ولا أقدر على نقل تلك الصورة منكم أطباء وطبيبات الأزهر الشريف».
وبيَّن وكيل الأزهر أن تحضر الإنسان وتقدمه مرتبط بالأخلاق؛ ولذلك عنيت الأديان والحضارات بها عناية بالغة منذ فجر الحضارات الأولى، وكان عماد الإسلام هذه المنظومة الأخلاقية التي تنقل الإنسان من الفوضى والعبثية إلى النظام والترقي، مؤكدًا أننا ما أحوجنا إلى تلك الأخلاق والآداب والحدود التي يعمل الطبيب في إطارها، وضوابط العلاقة بين الطبيب والمريض، وما يجوز فيها وما لا يجوز.
وفي ختام كلمته، قال وكيل الأزهر: «نحن أمام حفل نجني فيه ثمرة التعب والسهر، وأثق تمامًا أن أبنائي الخريجين، والخريجات وآباءهم وأمهاتهم قد امتلأت قلوبهم اليوم فرحًا وسعادة، ولكني أدعوكم إلى مزيد من الطموح والعمل والجد، وأوصيكم ألا تتوقف أحلامكم عند شهادة التخرج، وإنما أريدكم جميعًا أن ترفعوا راية الأزهر فتكونوا إضافة جديدة في عالم الطب الأزهري، وأن تسعوا للحصول على شهادة من الله – تعالى – بخدمة الناس ونفعهم، فتكونوا من خير الناس، مصداقًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الناس أنفعهم للناس».