القيصر يكشف للجزيرة جرائم النظام السوري السابق

كشف قناة الجزيرة الإخبارية اليوم- الخميس- في حلقة جديدة من برنامج للقصة بقية، عن شخصية “القيصر” التي سبق الإعلان عنها بأنها أحد رجال نظام “بشار الأسد” المهمين، وقالت إنه تمكن من تسريب أكبر قدر من المعلومات المهمة حول الخبايا الأمنية للنظام.
وقد أوضحت الحلقة: أن “قيصر” هو “فريد المذهان”- رئيس قلم الأدلة القضائية بالشرطة العسكرية في دمشق- وهو برتبة المساعد أول، من عائلة تنتمي لدرعا.
جرائم القتل بالسجون
تحدث “المذهان” عن عملية توثيق جرائم النظام بالسجون، مؤكدا أنها كانت في إطار التأكد من تنفيذ عملية القتل، وتصدر أوامرها من أعلى هرم في السلطة، وأن القادة كانوا يستخدمون صور الجثث للتعبير عن الولاء المطلق للنظام.
وقال: إن أول حادثة تصوير لجثث كانت في مشرحة مستشفى تشرين العسكري، التي كانت مقر تجميع الجثث وتصويرها وكذلك مستشفى حرستا، وكان الضحايا من متظاهري مارس 2011 من درعا، وكان المعتقل يوضع له رقم فور دخوله السجن، ويوضع ذات الرقم على جثته بعد قتله.
كذلك أقر أنه مع زيادة أعداد الجثث- التي كانت تتراوح من 10 إلى 15 جثة في اليوم في بداية الثورة ثم ارتفعت إلى 50 يوميًا بعد ذلك- تحويل مرآب السيارات بمستشفى المزة العسكري لساحة تجميع الجثث لتصويرها مع ازدياد عدد القتلى.
وأوضح أن أجهزة النظام السوري كانت تعتمد توقف القلب والتنفس باستمرار أسبابًا لوفاة الضحايا.
كما كشف عن ممارسة مسؤولي النظام عمليات ابتزاز ممنهجة لأهالي المعتقلين، ولم يعطوهم في المقابل أي معلومات عن أبناءهم.
الانشقاق على النظام
وانتقل “المذهان” للحديث عن انشقاقه عن النظام، فقال: إنه اتخذ القرار مع بداية الثورة، لكنه أجل التنفيذ حتى جمع أكبر عدد من الأدلة والصور التي تدين النظام.
وقال: إنه تمكن من تسريب الأدلة والصور والوسائط التي تدين النظام، عبر تخبئتها بثيابع وجسده وربطة الخبز خشية التفتيش عند الحواجز الأمنية، وإن تلك التسريبات كانت يومية من مقر عمله بدمشق إلى مسكنه بمدينة التل، واستمر فيها لمدة 3 سنوات.
وتحدث عن الصعوبات التي كانت تواجهه، حيث كان يتعرض للتفتيش في نقاط سيطرة النظام ونقاط سيطرة الجيش الحر، واضطر لاستخدام هوية مدنية مزورة، كي يتمكن من التنقل بين مقر عمله وإقامته، بخلاف هويته العسكرية الرسمية.
الهروب وآمال المستقبل
تحدث قيصر عن هروبه خارج سوريا، الذي تم عبر الانتقال للأردن ومنها إلى قطر، حيث استطاع التواصل مع مكتب محاماة، اضطلع بمسؤولية تجهيز ملفه لمحاسبة النظام.
وتوجه بنداء للحكومة السورية الجديدة لعمل محاكم وطنية لملاحقة مرتكبي الجرائم من مسؤولي النظام،ومحاسبتهم عن الجرائم التي ارتكبها.
كما طالب الحكومة الأمريكية برفع العقوبات على سوريا، وإلغاء قانون قيصر.



