في مشهد مؤثّر ومليء بالعبر، الشاب الليبي “عامر” كان في طريقه إلى مطار بلاده قاصدًا بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج، يحمل قلبًا مليئًا بالشوق واليقين.
لكن بمجرد وصوله إلى المطار، تفاجأ بمشكلة أمنية في اسمه، مما أدى لتأخير إجراءات سفره. رجال الأمن طلبوا منه الانتظار حتى تُحل المشكلة، وخلال هذا الوقت، غادر باقي الحجاج وصعدوا إلى الطائرة التي أُغلقت أبوابها واستعدت للإقلاع.
بعد دقائق، تم حل الإشكال، لكن الطيار رفض فتح باب الطائرة لعامر، وانطلقت الرحلة بدونه!
حاول أحد ضباط الأمن أن يواسيه قائلًا: “متزعلش، يمكن مش مكتوبالك.. ما تقسمتش ليك.”
لكن عامر تمسك بالأمل وأصرّ ألا يغادر المطار، وقال بإيمان: “النية حج، وإن شاء الله هروح.”
وما هي إلا لحظات حتى وصل بلاغ مفاجئ: الطائرة تعطّلت في الجو واضطرت للعودة!
تم إجراء صيانة عاجلة لها، لكن الطيار ما زال يرفض السماح لعامر بالصعود، وعاد الضابط يكرر كلماته السابقة.
ومرة أخرى، الطائرة تقلع… ثم تتلقى بلاغًا ثانيًا بوجود عطل جديد لتعود أدراجها للمرة الثانية!
هنا تغيّر الموقف تمامًا، حيث قرر الطيار هذه المرة قائلًا: “مش هطير إلا لما عامر يركب.”
وبالفعل، صعد عامر الطائرة، ووصل إلى السعودية، ونشر مقطع فيديو من هناك وهو يضحك بسعادة غامرة ويشكر الله على نعمة الوصول.
واختُتمت القصة برسالة بليغة: “قيل في معنى اسم الله (القهّار): أنه يقهر الأسباب لأجلك. فإذا أغلقت الأبواب، واشتدت الظروف، وتكسرت الخطط، يبقى يقينك بالله هو المفتاح.. ثق أن الله قادر أن يغيّر كل الموازين لأجلك، فقط لأنك أحسنت النية وصدّقت الوعد.”
