ينظم الأزهر الشريف، اليوم الجمعة الموافق 7 رمضان 1446هـ، احتفالية كبرى بمناسبة مرور 1085 عامًا هجريًا على تأسيس الجامع الأزهر، وهو التقليد السنوي الذي يوافق السابع من شهر رمضان من كل عام، تخليدًا لذكرى افتتاح هذا الصرح الإسلامي العظيم الذي أصبح منارة علمية ودينية للعالم الإسلامي.
نشأة الجامع الأزهر: تاريخ عريق يمتد لأكثر من ألف عام
يعود تاريخ إنشاء الجامع الأزهر إلى عام بعد تأسيس مدينة القاهرة، حيث استغرق بناؤه 27 شهرًا، حتى افتتح للصلاة في يوم الجمعة 7 رمضان عام 361هـ، الموافق 21 يونيو 972م. ومنذ ذلك الحين، خضع الجامع الأزهر لعدة عمليات تطوير وتوسعة على مر العصور، وكان آخرها الترميم الشامل الذي انتهى في عام 1439هـ – 2018م، ليظل شاهدًا على تاريخه العريق ورمزيته الدينية والعلمية.
يتميز الجامع الأزهر بوجود ستة محاريب، ومنبر واحد، وثمانية أبواب، وخمس مآذن، بالإضافة إلى أكثر من 380 عمودًا من الرخام الفاخر، وتبلغ مساحته 12 ألف متر مربع، مما يجعله واحدًا من أكبر وأهم المساجد التاريخية في العالم الإسلامي.
الأزهر: منبر الوسطية ومقصد العلماء والطلاب
منذ نشأته، لم يكن الجامع الأزهر مجرد مسجد للصلاة، بل أصبح مركزًا رئيسيًا للتعليم الديني والعلمي، مما جعله مقصدًا لطلاب العلم من مختلف أرجاء مصر والعالم الإسلامي. وقد رسَّخ الأزهر مكانته باعتباره منبرًا للفقه السني والتعددية الفقهية والوسطية الفكرية، ليكون صرحًا يُعبر عن روح الإسلام المعتدل الذي يدعو للتسامح ونبذ الغلو والتطرف.
ورغم مرور أكثر من ألف عام على تأسيسه، لا يزال الأزهر الشريف حصنًا يحمي الثقافة الإسلامية والهوية الدينية، كما لعب دورًا بارزًا في دعم القضايا الوطنية والقومية، وساهم في الحفاظ على التراث الفكري للأمة الإسلامية.
فعاليات احتفالية ذكرى تأسيس الجامع الأزهر
تشهد احتفالية اليوم حضور نخبة من كبار علماء وقيادات الأزهر الشريف، على رأسهم:
الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف.
الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء.
الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر.
الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية.
وتتضمن الاحتفالية مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات، التي تبدأ بعد صلاة الجمعة مباشرة، وتهدف إلى تسليط الضوء على تاريخ الجامع الأزهر، ودوره العلمي والتعليمي، فضلًا عن استعراض أبرز الشخصيات الأزهرية التي أثرت في مسيرته، إلى جانب الحديث عن مواقفه التاريخية تجاه قضايا الأمة الإسلامية.
كما تتضمن الاحتفالية:
كلمات رسمية يلقيها كبار علماء الأزهر.
عرض فيلم وثائقي عن تاريخ الجامع الأزهر.
إفطار جماعي للمصلين في ختام اليوم.
قرار الاحتفال السنوي بتأسيس الجامع الأزهر
يعود تقليد الاحتفال السنوي بذكرى تأسيس الجامع الأزهر إلى قرار المجلس الأعلى للأزهر في مايو 2018، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، باعتبار يوم 7 رمضان من كل عام مناسبة رسمية للاحتفال بتأسيس الجامع الأزهر، بهدف تعزيز الوعي بتاريخ هذا الصرح الإسلامي العظيم، وإبراز دوره في نشر العلم وترسيخ قيم الاعتدال والتسامح.
الأزهر.. صرح علمي وديني خالد
يظل الجامع الأزهر شاهدًا على أكثر من ألف عام من العطاء العلمي والدعوي، إذ لم يكن مجرد مسجد، بل جامعة كبرى خرجت آلاف العلماء، وأسهمت في نشر الفكر الوسطي الذي يحفظ تماسك المجتمع الإسلامي. واليوم، مع استمرار جهوده في تطوير مناهجه وتعزيز دوره العالمي، يؤكد الأزهر أنه لا يزال منارة للعلم والإسلام الوسطي، وركيزة أساسية في مواجهة التحديات الفكرية التي تواجه الأمة الإسلامية.
