في اليوم الثاني من سريان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لا تزال فرق الإنقاذ تعمل بجهد كبير لانتشال جثامين آلاف الشهداء الذين ما زالت أجسادهم مدفونة تحت الأنقاض. وفقًا لتقارير محلية، تجاوز عدد الشهداء الذين لم يتم انتشالهم بعد 10 آلاف شخص، بينما لم تُسجل أي غارات جوية إسرائيلية جديدة على القطاع منذ بدء وقف إطلاق النار.
وأفادت مصادر طبية بأن فرق الإنقاذ تمكنت من انتشال رفات 97 شهيدًا من مناطق متفرقة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة منذ بدء سريان الاتفاق. ومع ذلك، لم تخلُ الساعات الماضية من بعض الخروقات، حيث أطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية نيرانها تجاه ساحل رفح في منطقة المواصي، دون تسجيل إصابات، كما أطلق جنود الاحتلال النار عدة مرات شرق خان يونس، في انتهاك واضح لاتفاق وقف إطلاق النار.
وظلت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية تحلق في سماء القطاع، خاصة في المناطق الجنوبية، قبل أن تختفي في ساعات الصباح الهادئة؛ ورغم الهدوء النسبي، فإن هذه الخروقات تثير تساؤلات حول مدى التزام القوات الإسرائيلية ببنود الاتفاق.
من جهة أخرى، كشف الدفاع المدني في غزة عن أرقام صادمة حول عدد الشهداء الذين تبخرت أجسادهم بسبب القصف الإسرائيلي المكثف، حيث بلغ عددهم 2842 شهيدًا، وذلك بعد 471 يومًا من المجازر الإسرائيلية التي خلفت أكثر من 155 ألف شهيد وجريح فلسطيني، بالإضافة إلى ما يزيد على 11 ألف مفقود.
وفي سياق متصل، يشيع الفلسطينيون جثامين 79 شهيدًا، بينهم 21 مجهولي الهوية، في أجواء من الحزن والألم. ومن المقرر تشييع عدد من مقاتلي كتائب القسام الذين استشهدوا في المواجهات مع قوات الاحتلال في رفح، بينهم قائد كتيبة يبنا.
وتواصل فرق الدفاع المدني جهودها لتحييد الأجسام المشبوهة من مخلفات الاحتلال وفتح الطرق الرئيسية في مدينة رفح، في محاولة لتسهيل حركة المواطنين وتقديم الخدمات الإنسانية العاجلة. وأعلن الدفاع المدني أن جيش الاحتلال أجبر في مايو الماضي طواقم الدفاع المدني والخدمات الطبية العسكرية في شمال القطاع على ترك عملهم والنزوح إلى الجنوب، كما احتجز جميع مركباتهم بالقرب من مقبرة بيت لاهيا ودمرها بالكامل، مما أدى إلى إفراغ شمال القطاع من خدمات الدفاع المدني والطبية.
تعليق واحد