ومن خلال هذا التقرير من موقع اليوم الإخباري، نقدم لكم لمحة عن الجهود المستمرة لوزارة الأوقاف في دعم المبادرات الوطنية وتنمية العقول.
كما نسلط الضوء على الدور المحوري للأئمة والواعظات في تحقيق التنمية الفكرية والاجتماعية، ودورهم كقادة للمجتمع في بناء مستقبل أفضل، يستند إلى القيم الإسلامية الراسخة والتقدم الفكري.
في إطار مبادرة رئيس الجمهورية “بداية جديدة لبناء الإنسان”، تستمر وزارة الأوقاف في تنفيذ برامجها الهادفة لتعزيز الفكر الوسطي وتوجيه المجتمع نحو التقدم والازدهار ومن بين هذه البرامج، يأتي “برنامج البناء الثقافي” الذي يستهدف تدريب الأئمة والواعظات على تقديم رسائل دعوية معتدلة تسهم في بناء العقول وتنمية الأفراد والمجتمع.
شهد مسجد “الكبير” بمركز المراغة، اليوم الثلاثاء 17 سبتمبر 2024، انعقاد اللقاء الثقافي للأئمة والواعظات ضمن فعاليات هذا البرنامج، بحضور عدد من القيادات الدينية بمحافظة سوهاج.
حضور بارز لقيادات الأوقاف بسوهاج
شهد اللقاء حضور فضيلة الدكتور محمد حسني عبد الرحيم، وكيل وزارة الأوقاف بسوهاج، إلى جانب الشيخ شحاتة محمد شحاتة، مدير شؤون الإدارات ، والشيخ علي محمد علي خليل مسؤول الإرشاد الديني والشيخ أشرف رجب مهران، مدير الإدارة وقام الدكتور محمد حسني عبد الرحيم، وكيل وزارة الأوقاف بسوهاج بالقاء كلمة رحب فيها بالسادة الأئمة وأشاد بدورهم المحوري في التوجيه الديني والمجتمعي.
رسالة الأوقاف: بناء العقول من أجل مجتمع مستنير
تهدف وزارة الأوقاف من خلال هذا البرنامج إلى تحقيق رؤيتها في بناء عقول واعية، قادرة على التعامل مع تحديات العصر من خلال الفهم الصحيح والاعتدال في الطرح. فقد أكد الدكتور محمد حسني خلال كلمته على أهمية استلهام القيم النبيلة من ذكرى مولد النبي ﷺ، مشيرًا إلى أن مولد الرسول كان بمثابة نقطة تحول للعالم نحو النور والهدى، ويجب أن تكون هذه الذكرى مصدر إلهام لنا في بناء الإنسان وتنمية المجتمع.
وأوضح وكيل الوزارة أن “بداية” ليست مجرد مبادرة عابرة، بل هي محطة انطلاق جديدة نحو بناء الإنسان في كافة جوانب حياته، مستندة إلى قيم العمل والإنتاج التي يحث عليها الإسلام. واستشهد بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما أكل أحد طعاما قط، خيرا من أن يأكل من عمل يده»، مشددًا على أهمية الاعتماد على النفس والعمل الحلال في تحقيق التنمية المستدامة.
العمل وإعمار الأرض: قيم راسخة في الإسلام
أشار فضيلة الدكتور محمد حسني إلى أن من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية هو إعمار الأرض واستثمار خيراتها، مؤكدًا أن القرآن الكريم ذكر هذا المقصد في قوله تعالى: “هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا” (هود: 61). هذه الرسالة تعكس أهمية العمل والابتكار في بناء المجتمع وتحقيق النمو الاقتصادي.
وفي هذا السياق، شدد فضيلته على أن دور الأئمة لا يقتصر فقط على الجانب الدعوي، بل يمتد ليكونوا قادة مجتمعيين يساهمون في توجيه الناس نحو تحقيق التنمية الشاملة، مستفيدين من القيم الإسلامية التي تعزز من أهمية العمل والإنتاج.
إطلاق مبادرة “بداية” مع ذكرى مولد النبي ﷺ:
أكد المنسق الإعلامي لمديرية الأوقاف بسوهاج الشيخ محمود ابو عقيل لموقع اليوم الاخباري أن هذه المصادفة هو ما يشير إلى الرمزية الكبيرة للمبادرة، التي تسعى إلى بناء جيل جديد من الأئمة والواعظات القادرين على قيادة المجتمع نحو التقدم الفكري والروحي متخذين منها نقطة انطلاق لبناء الإنسان في مختلف جوانب حياته سواء كانت دينيةاو فكرية أو اجتماعية.
مقرأة الأئمة: تعزيز الفكر الوسطي
اختتم اللقاء بعقد مقرأة للأئمة بحضور قيادات الدعوة بالمديرية، حيث تم تبادل الأفكار والخبرات حول كيفية تعزيز الفكر الوسطي المعتدل ونشره بين أفراد المجتمع هذا التفاعل بين الأئمة يعكس روح المشاركه التي تسعى وزارة الأوقاف إلى تعزيزها من خلال برامجها التدريبية والتثقيفية.
