حوارات

بطل أكتوبر العقيد “حلمي زكي” في حوار لـ”اليوم”: الجمهورية الجديدة امتداد لروح أكتوبر .. والتنمية خط الدفاع الأول

أجرت الحوار ـ آيــة زكـي

◼ مصر الحامي الأول للقضية الفلسطينية .. ودعم فلسطين في صدارة أولوياتها

◼ رسالتي للشباب: أنتم تحملون الراية الآن بالعلم والعمل كما حملناها نحن بالسلاح

◼ السادات صاحب القرار المعجزة.. وحائط الصواريخ كلمة السر في تحقيق النصر

في شهادة حية تكشف أسرارًا جديدة عن ملحمة أكتوبر المجيدة، فتح العقيد حلمي زكي محمد، أحد أبطال حرب 1973 وأحد ضباط قوات الصاعقة، قلبه لـ”اليوم“، متحدثًا عن تفاصيل الساعات الحاسمة التي سبقت العبور، وكيفية اختيار ساعة الصفر، وخطط الخداع العسكري، وأهمية حائط الصواريخ الذي وصفه بأنه “كلمة السر” في تحقيق النصر.

وفي الحوار، لم يقتصر بطل ملحمة أكتوبر بسرد البطولات الجماعية، بل استعاد تفاصيل شخصية عن عمليات إغارة خطيرة استمرت لساعات طويلة قبل الحرب، وتجارب صعبة عاشها هو ورفاقه في بورسعيد، مؤكدًا أن قرار الرئيس الراحل محمد أنور السادات بخوض الحرب كان معجزة تاريخية غير مسبوقة، وأن عقولًا مصرية عظيمة مثل الفريق محمد علي فهمي، اللواء باقي زكي يوسف، واللواء إبراهيم شكيب، قدمت أفكارًا صنعت المعجزة.

وإلى نص الحوار…

■ في البداية.. كيف تستعيد ذكرياتك عن يوم السادس من أكتوبر 1973 بعد مرور أكثر من خمسة عقود؟

ـ يوم السادس من أكتوبر محفور في وجدان كل مصري، فهو يوم استعادة الأرض والكرامة والعزة، حين أستعيد تلك اللحظات أشعر بالفخر والاعتزاز، لأننا خضنا معركة غير متكافئة، ورغم ذلك أثبتنا أن الإرادة والعلم والانضباط تصنع المستحيل. كان العبور بالنسبة لنا تجسيدًا لحلم الأمة الذي تحقق على أرض الواقع.

■ كيف تقيم قرار الرئيس أنور السادات بخوض الحرب رغم التفوق الإسرائيلي وقتها؟

ـ قرار “السادات” كان قرارًا تاريخيًا ومعجزة بكل المقاييس،الأرقام والمقارنات العسكرية كانت تميل لصالح إسرائيل، لكنه امتلك بصيرة القائد الشجاع الذي يثق في جيشه وشعبه،لذلك اختار طريق المواجهة لاستعادة الأرض والكرامة، وأثبت أن الإرادة السياسية قادرة على قلب الموازين.

■ لماذا اعتبرت أن حائط الصواريخ كان كلمة السر في النصر؟

ـ لأن لولا حائط الصواريخ ما كان هناك نصر أكتوبر، بنيناه في سبتمبر 1970، فكان الدرع الذي حمى قوات العبور وأوقف تفوق الطيران الإسرائيلي، ببساطة، كان هو البداية الحقيقية للتحضير للحرب.

■ وما الدور الحقيقي للفريق محمد علي فهمي في هذا الإنجاز؟

– الفريق محمد علي فهمي كان بطلًا بكل معنى الكلمة، وهو صاحب القرار في إنشاء الحائط وقاد عملية بنائه بجدارة، أوجه له كل التحية والتقدير لروحه، فهو أحد أهم أسباب النصر.

■ وماذا عن فكرة اللواء باقي زكي يوسف باستخدام المياه لفتح الثغرات في الساتر الترابي؟

ـ كانت فكرة عبقرية 100%، إذ استخدم اندفاع المياه لفتح الثغرات بعد فشل محاولات الطيران والمدفعية،هذه الفكرة البسيطة والعميقة في آن واحد هي التي فتحت لنا الطريق للعبور.

العقيد حلمي زكي
العقيد حلمي زكي

■ هناك أيضًا قصة مواسير النابالم.. كيف تم التعامل معها؟

ـ إغلاق مواسير “النابالم” كان شرطًا أساسيًا للعبور، لأن إسرائيل خططت لإشعال القناة بالنيران. اللواء إبراهيم شكيب صاحب الفكرة، والضابط ملازم أول حسن مأمون نفذها بعبقرية ودقة شديدة، وبذلك تأمن الطريق أمام قواتنا.

■ كيف ساعدت تدريبات قوات الصاعقة في الإعداد لمعركة العبور؟

ـ منذ تخرجي التحقت بالكتيبة 13 صاعقة في بورسعيد، وتلقينا تدريبات شاقة على عبور موانع مشابهة للقناة في ظروف قاسية للغاية، هذه التدريبات كانت العامل الأهم في جاهزيتنا لمعركة العبور.

■ حدثنا عن عملية الإغارة التي نفذتموها عام 1970؟

ـ كانت عملية في غاية الخطورة. عبرنا ليلًا ساترًا ترابيًا بارتفاع 22 مترًا، وانتظرنا دورية إسرائيلية 11 ساعة كاملة حتى لا يتم كشفنا. وفي النهاية نجحنا في تدمير دبابة وعربة نصف جنزير وسيارة جيب، كانت تجربة عملية رفعت كفاءتنا وأعطتنا ثقة كبيرة.

■ ما أصعب موقف مررت به على الساتر الترابي قبل الاشتباك؟

ـ الانتظار الطويل في صمت مطبق تحت أنظار العدو، دون طعام أو حركة، كان من أصعب اللحظات،لكن صبرنا حتى جاءت ساعة الحسم.

■ برأيك.. ما أبرز الدروس العسكرية من حرب أكتوبر للأجيال الجديدة؟

ـ الدرس الأهم أن المستحيل يمكن أن يتحقق بالإرادة والعلم والانضباط. واجهنا عدوًا متفوقًا عسكريًا، لكننا انتصرنا بالتخطيط والإصرار.

محررة اليوم مع العقيد حلمي زكي
محررة اليوم مع العقيد حلمي زكي

■ كيف ترى وضع الجيش الإسرائيلي الآن مقارنة بعام 1973؟

ـ الجيش الإسرائيلي ما زال يعتمد على التكنولوجيا،لكنه فقد هيبته بعد أكتوبر. وما نراه اليوم من صمود المقاومة الفلسطينية يثبت أن عقيدته القتالية ضعفت كثيرًا.

■ وكيف تقيم صمود الشعب الفلسطيني اليوم في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر؟

ـ الشعب الفلسطيني يجسد بطولة حقيقية رغم الإمكانيات البسيطة، ما يعيشونه اليوم هو ما عشناه نحن قبل أكتوبر، صمودهم امتداد طبيعي لروح المقاومة العربية.

هل يمكن استلهام روح أكتوبر في دعم القضية الفلسطينية؟

ـ بالتأكيد، روح أكتوبر تعني أن الإرادة أقوى من السلاح، إذا تمسكت الأمة بروح أكتوبر، ستدعم فلسطين حتى تتحرر.

■ كيف ترى دور مصر الحالي في الدفاع عن القضية الفلسطينية تحت قيادة الرئيس السيسي؟

ـ مصر اليوم هي الحامي الأول للقضية الفلسطينية، القيادة السياسية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي تؤكد أن مصر لن تسمح بتصفيتها، والجمهورية الجديدة تضع دعم فلسطين في صدارة أولوياتها.

■ ما رسالتك للشباب وهم يستمعون إلى بطولات ملحمة أكتوبر؟

ـ رسالتي أن الجمهورية الجديدة امتداد لروح أكتوبر،أنتم تحملون الراية الآن بالعلم والعمل، كما حملناها نحن بالسلاح.

■ وأخيرًا.. كيف تربط بين بطولات جيل أكتوبر وما يتحقق اليوم في الجمهورية الجديدة؟

ـ نصر أكتوبر أعاد لمصر الأرض والكرامة. واليوم، الجمهورية الجديدة تواصل المسيرة بروح مختلفة؛ التنمية أصبحت خط الدفاع الأول. المشروعات القومية، بناء المدن، وتنمية سيناء كلها امتداد لروح أكتوبر، التي أكدت أن الإرادة قادرة على صنع المستحيل، ما بدأناه بالنصر العسكري نستكمله اليوم بالنصر التنموي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights