عرب-وعالم

بعد إعلانها منطقة منكوبة.. أكاديمي دولي: غزة تواجه ما لم تشهده فيتنام

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الأحد، أن القطاع بات “منطقة منكوبة إنسانياً” نتيجة القصف المستمر منذ 15 شهراً، والذي خلف دماراً واسعاً وخسائر بشرية ومادية هائلة.

ووفقاً للتقارير الحكومية، تجاوز عدد الضحايا 61,709 شهيداً، بينهم 17,881 طفلاً و12,316 امرأة، إضافة إلى 111,588 مصاباً، العديد منهم في حالات خطيرة أو يعانون من إعاقات دائمة.

كما لا يزال 14,222 شخصاً في عداد المفقودين، يُعتقد أنهم تحت الأنقاض أو في الطرقات، وسط صعوبات شديدة في عمليات البحث والإنقاذ بسبب استمرار القصف ونقص المعدات اللازمة.

وأشار البيان إلى الإبادة الجماعية التي تعرضت لها آلاف العائلات، حيث تم محو 2,092 عائلة بالكامل من السجلات المدنية، فيما فقدت 4,889 أسرة جميع أفرادها باستثناء شخص واحد فقط.

صمود إعجازي

حذر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، الدكتور إسماعيل صبري مقلد، من أن قطاع غزة يعيش واقعًا إنسانيًا كارثيًا يهدد بانهيار صموده، بعدما أعلنت حركة حماس أن المدينة باتت “منطقة منكوبة” نتيجة الدمار الواسع وانعدام مقومات الحياة.

وأكد مقلد في عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”، أن غزة تواجه وضعًا غير مسبوق في التاريخ الحديث، متجاوزة في معاناتها حتى ما شهدته فيتنام خلال الحرب، مشيرًا إلى أن استمرار هذه الظروف قد يؤدي إلى انهيار قدرة السكان على التحمل، رغم ما وصفه بصمود إعجازي أبداه الفلسطينيون في القطاع.

ودعا إلى ضرورة التحرك العاجل لإنقاذ غزة من الانهيار التام، مشددًا على أهمية تحقيق أمرين أساسيين:

  • تثبيت وقف إطلاق النار بكل الوسائل الممكنة، لمنع إسرائيل من مواصلة عدوانها، رغم تعقيدات المشهد السياسي الإسرائيلي.
  • تقديم مساعدات إنسانية عاجلة تشمل المأوى، والخدمات الأساسية، وإعادة إعمار ما دُمِّر، مؤكدًا أن دعم غزة لا يقتصر على توفير الغذاء فقط، بل يشمل إعادة الحياة الطبيعية إلى القطاع.

وشدد مقلد على أن مسؤولية المجتمع الدولي، وخاصة الدول العربية، تتطلب تحركًا فوريًا لإنقاذ سكان غزة الذين يعيشون في العراء بلا مأوى ولا خدمات، معتبرًا أن تقديم الدعم المالي والعيني لهم واجب قومي وإنساني لا يحتمل التأجيل.

نزوح وتشريد في ظروف كارثية

أدى التصعيد إلى نزوح أكثر من مليوني شخص، بعضهم اضطر إلى مغادرة منازلهم لأكثر من 25 مرة، في ظل انعدام شبه كامل للخدمات الأساسية.

وفيما يتعلق بالبنية التحتية، خرج القطاع الصحي عن الخدمة تقريباً، حيث دُمِّرت 34 مستشفى و80 مركزاً صحياً، إضافة إلى تدمير 191 سيارة إسعاف، مما جعل تقديم الرعاية الصحية أمراً شبه مستحيل.

أما قطاع الإسكان، فتضررت 450,000 وحدة سكنية، منها 170,000 دمرت بالكامل، ما أدى إلى تشريد مئات الآلاف من العائلات. كما تضرر القطاع التعليمي بشدة، مع تدمير 1,661 منشأة تعليمية، بينها 927 مدرسة وجامعة بالكامل، مما حرم 785,000 طالب من حقهم في التعليم.

انهيار الاقتصاد والبنية التحتية

اقتصادياً، تكبد قطاع غزة خسائر فادحة تجاوزت 6 مليارات دولار، مع تدمير 3,725 منشأة صناعية و23,000 منشأة تجارية، ما أدى إلى انهيار شبه كامل للاقتصاد المحلي وارتفاع معدلات الفقر والجوع.

كما طال التدمير شبكات البنية التحتية، حيث تم تخريب 3,680 كيلومتراً من شبكات الكهرباء، و335 كيلومتراً من شبكات المياه، و655 كيلومتراً من أنظمة الصرف الصحي، مما جعل توفير المياه النظيفة والكهرباء شبه مستحيل.

استهداف الإعلام 

تعرضت 262 مؤسسة إعلامية للاستهداف، منها 182 دُمِّرت كلياً، في محاولة واضحة لطمس الحقيقة والتعتيم على حجم الكارثة الإنسانية.

دعوات عاجلة لإنقاذ غزة

في ظل هذه الأوضاع، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي أن قطاع غزة بات منطقة منكوبة، مطالباً المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتدخل الفوري لإنقاذ 2.4 مليون شخص يواجهون خطر الموت جوعاً وعطشاً وبرداً ومرضاً.

ودعا البيان إلى إدخال 200,000 خيمة، و60,000 وحدة سكنية متنقلة، إضافة إلى مواد غذائية وطبية عاجلة، ومياه صالحة للشرب ووقود. كما شدد على ضرورة السماح لفرق الإغاثة بالدخول، وتوفير المعدات اللازمة لرفع الأنقاض وإعادة تأهيل ما يمكن إنقاذه من البنية التحتية.

وأكدت حركة حماس في بيانها أن الشعب الفلسطيني يرفض بشكل قاطع أي محاولات لتهجيره قسراً، رغم الدمار الهائل الذي يعاني منه القطاع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights