كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، السبت، عن واحدة من أغرب قصص التجسس بين إسرائيل وإيران، بطلها روني إنساز، اليهودي الإسرائيلي الذي عاش متخفيًا في طهران، وتمكن من التغلغل في مؤسسات الدولة الإيرانية، بما فيها الجيش والقضاء، قبل أن يُكشف أمره ويفر إلى إسرائيل، حيث أسس لاحقًا واحدة من أكبر سلاسل متاجر الأحذية في البلاد.
وبحسب ما نقلته الصحيفة، تعود القصة إلى أوائل التسعينيات، حين كان إنساز يملك متجرًا لبيع الآلات الموسيقية في العاصمة الإيرانية طهران، ويستورد معدات من تركيا. لكن حياته انقلبت رأسًا على عقب حين زاره عناصر من جهات أمنية أثناء غيابه، ما اعتبره إنذارًا مبكرًا عن انكشاف هويته. بعدها بأيام، هرب برفقة زوجته آزيتا وابنته الرضيعة إيلين إلى تركيا، ومنها إلى إسرائيل.
خدم في الجيش الإيراني
تكشفت لاحقًا تفاصيل مدهشة، إذ تبيّن أن إنساز خدم في الجيش الإيراني بعد أن ادّعى اعتناقه الإسلام، ثم تسلل إلى مؤسسة القضاء، حيث شغل مناصب حساسة من بينها مساعد محقّق في قضايا جنائية، ثم مساعد قاضٍ رفيع المستوى بدرجة نائب وزير العدل. وفي تلك الفترة، ساعد سرًا أبناء الجالية اليهودية، من خلال إخفاء ملفات حساسة والتدخل لمنع اعتقالهم.
وُلد إنساز في طهران، وتلقى تعليمه في مدارس إسلامية بسبب غياب مؤسسات تعليم يهودية قريبة، وتدرّب على الإلكترونيات، كما عمل في شركة “سوني” وتعلّم الموسيقى بشكل احترافي. عند التحاقه بالجيش، نجح في كسب ثقة المسؤولين عبر ممارسات دينية شكلية، وبدأ يترقّى في القضاء حتى بات مساعدًا للقاضي المعروف أحمد موحقّقي.
بعد فراره إلى إسرائيل عام 1997، استقر في مدينة أسدود في ظروف مادية صعبة، قبل أن يشاركه شقيقه – الذي سبقه إلى البلاد – في تأسيس مشروع صغير لبيع الأحذية بأسعار منخفضة. تطوّر المشروع بسرعة ليصبح سلسلة “سكوب”، التي باتت تضم أكثر من 70 فرعًا في أنحاء إسرائيل.
القصة، التي تجمع بين العمل السري والمصير التجاري، تكشف عن أحد وجوه الصراع الخفي بين إيران وإسرائيل، وتسلّط الضوء على حياة يهود عاشوا في الخفاء داخل نظام معادٍ لهم، قبل أن يغيروا وجهتهم ويبدأوا من جديد في دولة أخرى.
