في خطوة أثارت جدلًا واسعًا داخل الأوساط السياسية والقضائية في إسرائيل، مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، أمام محكمة المقاطعة في القدس، في جلسة سرية تتعلق بمحاكمته الجارية في ملفات فساد طالته منذ سنوات، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة وتكتم تام حول مجريات الجلسة ومحتواها.
التكتم علي المحاكمة
الجلسة التي عُقدت خلف أبواب مغلقة، جاءت بعد أيام من تقديم فريق الدفاع عن نتنياهو طلبًا رسميًا لتأجيل جلسات المحاكمة لمدة أسبوعين، بدعوى انشغاله بملفات دبلوماسية وأمنية طارئة تتطلب تفرغه الكامل. إلا أن المحكمة رفضت هذا الطلب، معتبرة أن الأسباب المقدمة “لا تحتوي على مبررات استثنائية” تبرر التأجيل، لكنها وافقت فقط على تأخير بسيط في موعد الجلسة المقبلة لتُعقد يوم الإثنين في تمام الساعة الحادية عشرة والنصف صباحًا بدلًا من موعدها الأصلي.
التهم الموجهة لنتنياهو
ويواجه نتنياهو محاكمة مستمرة منذ عام 2020 في ثلاث قضايا فساد كبرى، تُعرف إعلاميًا بالملفات 1000 و2000 و4000، تتعلق بتهم تلقي رشى والاحتيال وخيانة الأمانة، وهي قضايا يرى فيها معارضوه دليلاً على “فساد ممنهج”، بينما يصفها هو وأنصاره بأنها “محاولة سياسية لإسقاطه عبر القضاء”.
تفاصيل المحاكمة
تُعد هذه الجلسة واحدة من أكثر الجلسات غموضًا منذ بدء المحاكمة، ما أثار تساؤلات في الإعلام المحلي حول طبيعة المعلومات أو الشهادات التي تم تقديمها بعيدًا عن الرأي العام.
وفي هذا السياق، رجحت مصادر قضائية أن تكون الجلسة قد شهدت عرض وثائق أو شهادات تتعلق بأمن الدولة أو علاقات دبلوماسية حساسة، وهو ما يبرر سرّيتها.
دعوة ترامب لوقف محاكمة نتنياهو
من جانبه، كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد أثار موجة من ردود الفعل في إسرائيل بعد أن دعا بشكل علني إلى وقف محاكمة نتنياهو، معتبرًا أن استمرار محاكمته في هذا التوقيت “يضر باستقرار الدولة ويخدم أعداءها”.
وقوبلت تصريحات ترامب، بالرفض من بعض المسؤولين الإسرائيليين الذين شددوا على استقلال القضاء، بينما استغلها أنصار نتنياهو للدفاع عنه واعتبارها “دليلاً على استهداف سياسي ممنهج لرئيس حكومة منتخب”.
في الأثناء، تراقب الأوساط السياسية والإعلامية في إسرائيل تطورات هذه القضية عن كثب، وسط ترقب لما ستكشفه الجلسات القادمة، وما إذا كانت ستُحدث تحوّلًا في مسار المحاكمة التي قد تحدد مستقبل نتنياهو السياسي.
