حضر المرشحون وغاب الناخبون.. تأجيل الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين إلى 21 مارس

في مشهد يتكرر كل دورة، حضرت الوجوه البارزة من المرشحين على مقعد نقيب الصحفيين والعضوية، تبادلوا التحيات، والتقطوا الصور التذكارية، ثم غادروا بعد الساعة 12 ظهراً، بعدما تأكد للجميع أن الجمعية العمومية لن تكتمل لعدم حضور النصاب القانوني.
قررت اللجنة المشرفة على انتخابات نقابة الصحفيين، اليوم الجمعة 7 مارس 2025، تأجيل انعقاد الجمعية العمومية إلى جلسة 21 مارس الجاري، بعد أن سجلت الحضور أرقاماً أقل من المطلوب وفقًا للقانون، وبذلك تتكرر ظاهرة عزوف أعضاء الجمعية العمومية عن المشاركة، رغم أهمية القرارات المطروحة، وفي مقدمتها انتخابات التجديد النصفي التي تشمل اختيار نقيب جديد وستة أعضاء بمجلس النقابة.
مشهد انتخابي بلا ناخبين
منذ الصباح الباكر، شهدت نقابة الصحفيين حضوراً مكثفًا للمرشحين، حيث انتشروا في ساحات النقابة ومحيطها، يلتقون بزملائهم، يعرضون برامجهم الانتخابية، ويلتقطون الصور التي ستزين صفحاتهم لاحقاً على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن وسط هذا الزخم الانتخابي، كان الغياب الأبرز للعنصر الأهم في أي انتخابات: الناخبون أنفسهم.
وفقاً لقانون النقابة رقم 76 لسنة 1970، فإن الجمعية العمومية تُعقد في موعدها الأول بحضور نصف الأعضاء المقيدين في جدول المشتغلين زائد واحد، وهو ما لم يتحقق اليوم، ما أدى إلى تأجيلها للموعد الاحتياطي يوم الجمعة 21 مارس، حيث يُشترط حينها حضور 25% فقط من الأعضاء لاكتمال النصاب القانوني.
أسباب العزوف
يقول الصحفي مصطفى صابر، عضو الجمعية العمومية: “تكرر تأجيل انعقاد الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين بسبب عدم اكتمال النصاب ليس جديداً”، وأضاف : أصبح مشهداً مألوفًا في كل دورة انتخابية، وأوضح صابر سبب العزوف يرجع إلى عدة أسباب، أبرزها:
- توقيت الانتخابات في شهر رمضان، حيث يفضل الكثيرون البقاء في منازلهم، خاصة مع ساعات الصيام الطويلة.
- ضعف الحافز للمشاركة، حيث يرى بعض الصحفيين أن مجالس النقابة المتعاقبة لم تحقق طموحاتهم بشكل ملموس.
- انشغال الصحفيين بأعمالهم، خاصة في ظل الضغوط المهنية التي يواجهونها، مما يجعلهم غير متفرغين للحضور.
- الأوضاع الاقتصادية والمهنية، والتي أدت إلى عزوف البعض عن المشاركة.
الفرصة الأخيرة: 21 مارس
مع تحديد الجمعة 21 مارس كموعد جديد لانعقاد الجمعية العمومية، تتجه الأنظار إلى قدرة النقابة وأعضائها على حسم الانتخابات في هذا اليوم، فهل ينجح المرشحون في إقناع الصحفيين بأهمية الحضور والتصويت؟ أم يتكرر مشهد التأجيل، وتظل أزمة العزوف مستمرة؟

إلى أين تتجه نقابة الصحفيين؟
يبقى السؤال الأهم: هل سيدرك الصحفيون أن حضورهم ليس مجرد رقم يكمل النصاب، بل هو صوت يحدد مستقبل المهنة ونقابتهم؟ تأجيل الجمعية العمومية اليوم قد يكون متوقعًا، لكن تكراره في 21 مارس سيطرح تساؤلات أكبر حول دور الصحفيين أنفسهم في رسم مسار نقابتهم، حيث أن الانتخابات ليست مجرد سباق بين المرشحين، بل اختبار حقيقي لمدى وعي الجماعة الصحفية بحقوقها وواجباتها، فإما أن يكون 21 مارس يوم الحسم، أو يكون مجرد محطة أخرى في مسلسل العزوف والتأجيل.