
وقفت “حنان” أمام قاضي محكمة الأسرة بالتجمع الخامس، تمسك بطرف طرحتها وتُحاول أن تُخفي دموعها، عشر سنوات مرت على زواجها من “أحمد”، المهندس الناجح الذي أحبته منذ أن كانت ممرضة شابة في بداية حياتها، لم تكن تحلم بالكثير، فقط بيت دافئ، وزوج حنون، وطفل صغير يناديها “ماما”.
لكن الحلم لم يكتمل، السنوات تمر، والجدران تزداد برودة، وصوت الأطفال ظل غائبًا عن بيتها، في البداية، كانت تصبر، تُخبر نفسها أن الأمل لم ينتهِ بعد، لكن الأطباء قطعوا آخر خيط للانتظار: “أحمد عمره ما هيخلف”.
تحملت كثيرًا، حاولت أن تقنع نفسها بأن الحب وحده يكفي، لكنها كانت تُطيل النظر إلى أطفال المرضى في المستشفى، تبتسم لهم بحنان وتتحسر على طفلها الذي لم يأتِ ولن يأتي.
وحين صارحته برغبتها في التبني، رفض بحزم قائلا: “أنا مش هربي طفل مش من دمي”، وقتها ردت السيدة: “وأنا مش هعيش من غير طفل”.
وصلت الأمور إلى طريق مسدود، وبعد ليالٍ طويلة من البكاء والصراع الداخلي، قررت أن تُنهي هذه الحياة الهادئة ظاهريًا، الصاخبة داخليًا، ووقفت أمام القاضي وقالت بحزن، لكن بحسم: “نفسي في عيل.. ودي حاجة مش هقدر أتنازل عنها”.
بينما كان أحمد يقف في الجهة الأخرى، صامتًا، لم يحاول أن يجادلها، فقد كان يعرف أن هذا القرار لم يكن وليد اللحظة.
خرجت “حنان” من المحكمة، بخطوات ثقيلة، لكنها كانت تعرف أن الطريق الذي سلكته مؤلم، لكنه الطريق الوحيد لتحقيق الحلم الذي طال انتظاره، وفي النهاية فصلت المحكمة بينهما بالخلع.