تقارير-و-تحقيقات

خطبة الجمعة المقبل: فضائل عشر ذي الحجة فرصة لا تعوض

خطبة الجمعة: الانتحار جريمة في حق النفس.. والحل في الرجوع إلى الله

تقرير : أحمد فؤاد عثمان

في ظل نفحات إيمانية تملأ الأجواء، وتزامنًا مع اقتراب موسم الحج، أعلنت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة القادمة في جميع مساجد الجمهورية تحت عنوان “فضائل عشر ذي الحجة”، مؤكدةً أن هذه الأيام المباركة تُعد من أعظم مواسم الطاعة والعبادة، لما فيها من فرص ربانية ونفحات إلهية لا تتكرر إلا مرة في العام.

عشر ذي الحجة.. كنوز من نور

الخطبة المرتقبة تتناول ما للعشر الأوائل من ذي الحجة من فضل عظيم، حيث أقسم الله بها في القرآن الكريم بقوله: {وَالفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْر}. وهو قسم إلهي يدل على عظم مكانتها، وقد حثّ النبي ﷺ على اغتنامها فقال:
“ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام العشر”.

هذه الأيام تجمع أمهات العبادات؛ ففيها الصلاة، والصيام، والصدقة، والحج، وذكر الله بأبهى صوره، وفيها يوم عرفة، اليوم الذي يغفر فيه الله الذنوب، ويباهي فيه ملائكته بأهل الموقف.

رسائل من القلب إلى الأمة

جاءت الخطبة بصيغة أدبية راقية، تمزج بين روحانية المعاني وحرارة النداء، حيث توجهت إلى القلوب بنداء رباني: “هيا إلى التوبة.. هيا إلى الطاعات.. اغتنموا أعماركم”، مؤكدة أن هذه الأيام تمثل فرصة ذهبية للتطهير والإقلاع عن الذنوب وتجديد العهد مع الله.

الخطبة دعت إلى جعل العشر محطة للتزود بالإيمان، وساحة للمنافسة في الخيرات، مؤكدة أن كل يوم من هذه الأيام هو زهرة يانعة، وكل ليلة نجم مضيء في سماء الروح.

خطبة ثانية: الانتحار يأسٌ من رحمة الله

وفي تحرك وطني يهدف إلى نشر الأمل ومحاربة اليأس، قررت وزارة الأوقاف تخصيص الخطبة الثانية في معظم المحافظات لتحمل رسالة بعنوان: “الانتحار يأسٌ من رحمة الله”، وهي خطوة تحذيرية وإنسانية تعالج قضية شائكة تصيب بعض الفئات وخاصة الشباب.

الخطبة شددت على أن النفس أمانة عظيمة وهبة إلهية، لا يجوز التفريط فيها، مؤكدة أن إيذاء النفس هو ظلم عظيم واعتداء على صنع الله المتقن، داعية من يعانون من الضيق إلى التماس السكينة في ذكر الله والرجوع إلى أبواب التوبة.

رسالة خاصة إلى مدمن.. وخطبة استثنائية لمحافظة واحدة

وفي لمسة إنسانية راقية، خصصت الوزارة خطبة الجمعة الثانية في معظم المحافظات لتوجيه رسالة خاصة إلى كل مدمن، تؤكد أن باب الأمل مفتوح، وأن التعافي ممكن بالإرادة والرجوع إلى الله، مشددة على ضرورة احتواء المدمن لا نبذه، ومساعدته لا معاقبته.

أصداء إيجابية وترقب من المصلين

لاقى إعلان الخطبة تفاعلًا كبيرًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبر رواد المنصات عن إعجابهم بالمحتوى الدعوي المميز واهتمام الأوقاف بقضايا المجتمع، روحًا ومجتمعًا، إيمانًا وسلوكًا.

يقول الأستاذ محمود عبد الرحيم، أحد المصلين:
“كل عام ننتظر خطب العشر الأوائل من ذي الحجة لما فيها من شحن إيماني وطاقة روحانية تُعيدنا إلى جادة الطريق”.

أما السيدة فاطمة عبد الرازق، موظفة حكومية، فقالت:
“خطبة الانتحار في محلها، الشباب محتاج يسمعوا كلام يرجع لهم الأمل.. الدين مش مجرد أحكام، ده نور حياة”.

ختام: موسم الطاعات وميدان النجاة

إن خطبة الجمعة القادمة ليست مجرد كلمات تُلقى من على المنابر، بل هي رسائل ربانية تُنير دروب التائهين، وتُعانق أرواح العابدين، وتُعيد صياغة القلوب نحو قبلة الطاعة والسكينة.

فيا أبناء هذا الوطن، اغتنموا هذا الموسم العظيم، وتزودوا بالتوبة، واعمروا أيامكم بالذكر والعمل الصالح، لعلنا نفوز بقول الله:
{وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights