في حواره لـ”اليوم”.. الدكتور علاء الغريزي يكشف: صلاة الرغائب بدعة مرفوضة أم عبادة مشروعة؟

مع دخول شهر رجب، يتجدد الحديث عن بعض العبادات التي اعتاد الناس على أدائها دون التحقق من مشروعيتها، ومن أبرزها “صلاة الرغائب” التي تُصلى في أول ليلة جمعة من هذا الشهر.
هذه الصلاة التي أثارت جدلًا واسعًا بين العلماء والمجتمع، لذلك التقت “صحيفة اليوم” بالدكتور علاء فتحي الغريزي، مدرس الشريعة بجامعة الأزهر، ليكشف تفاصيل صلاة الرغائب وحكمها:
نص الحوار:
ما هي صلاة الرغائب وكيفيتها؟
صلاة الرغائب هي 12 ركعة تصلى بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة في رجب، قال عنها الإمام النووي في المجموع: “هي صلاة بدعة ومنكرة قبيحة، ولا يغتر بذكر من ذكرها, ولا بالحديث المذكور فيها؛ فإن كل ذلك باطل، ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمهما من الأئمة فصنّف ورقات في استحبابها؛ فإنه غالط في ذلك”.
ما موقف الشرع من “صلاة الرغائب”؟
صلاة الرغائب من الأمور التي شاع الحديث عنها بين الناس، لكنها في الحقيقة لا أصل لها في الشريعة الإسلامية، كل الأحاديث التي وردت بشأنها ضعيفة أو موضوعة، وقد أجمع العلماء المحققون على أنها بدعة محدثة لا يجوز العمل بها.
إذا كانت هذه الصلاة بلا أصل شرعي كيف نوضح ذلك للناس؟
أولًا، الإسلام دين كامل لا يحتاج لإضافات أو اختراعات في العبادات. النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد”. الأحاديث التي تتحدث عن فضل هذه الصلاة تم التحقيق في أسانيدها، ووجد العلماء أنها مكذوبة أو ضعيفة جدًا.
بالإضافة إلى ذلك، لو كانت هذه الصلاة مشروعة، لكان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أول من قام بها، لكننا لا نجد أي أثر لها في حياتهم.
في رأيك.. لماذا يستمر الناس في أداء هذه الصلاة رغم تأكيد العلماء على بطلانها؟
السبب الرئيسي هو غياب الوعي وانتشار الأحاديث المكذوبة دون تحقق. إضافة إلى ذلك، هناك ميل طبيعي لدى بعض الناس للبحث عن أعمال يتوهمون أن فيها أجرًا كبيرًا، دون التثبت من مشروعيتها.
أيضًا، بعض الثقافات المحلية والعادات قد تعزز انتشار مثل هذه الممارسات.
ماذا تقول لمن يرى أن هذه الصلاة فرصة للتقرب إلى الله؟
أقول لهم إن العبادة لا تُقبل إلا إذا كانت خالصة لله وموافقة لشرعه. الابتداع في الدين ليس وسيلة للتقرب إلى الله، بل هو مخالفة لسنته.
إذا أردت التقرب إلى الله، فعليك بالعبادات التي شرعها، كالصلاة المكتوبة، صيام التطوع، قراءة القرآن، والذكر. هذه هي الطرق المضمونة لنيل رضوان الله.
كيف يمكن للمؤسسات الدينية والإعلامية الحد من انتشار مثل هذه البدع؟
دور المؤسسات الدينية كبير جدًا في تصحيح المفاهيم. يجب تكثيف الدروس والخطب التي توضح للناس حقيقة البدع وأضرارها.
كما أن للإعلام دورًا مهمًا في نشر الفتاوى الموثوقة والمحتوى التوعوي الذي يعتمد على الكتاب والسنة. لا بد من تكاتف الجميع لنشر الوعي الديني الصحيح.
مع بداية شهر رجب ما هي الأعمال التي تنصح المسلمين بها؟
شهر رجب من الأشهر الحرم، ويجب أن نستغله في طاعة الله بما شرعه لنا. أوصي المسلمين بالمحافظة على الصلاة في أوقاتها، الإكثار من الصيام التطوعي لمن استطاع، إخراج الصدقات، وقراءة القرآن. كما أذكرهم بتجنب كل بدعة أو عمل لا أصل له في الدين.
كلمة أخيرة
أدعو الله أن يوفقنا جميعًا لاتباع السنة ونبذ البدع. علينا أن نكون حريصين على طلب العلم الشرعي من مصادره الموثوقة، وألا ننجرف وراء الأحاديث الضعيفة أو المكذوبة. الإسلام دين واضح، ومنهج النبي صلى الله عليه وسلم كافٍ لكل من أراد النجاة.



