روح أكتوبر.. فدائية تتجدد عبر الأجيال

✍ نجوى إبراهيم
في ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، تعود إلينا رائحة النصر، وصوت العبور، وصورة الجندي المصري الذي سطر بدمائه أنبل صفحات البطولة والعزة. لم تكن حرب أكتوبر مجرد معركة عسكرية، بل كانت ملحمة تجسدت فيها كل معاني الفداء والانتماء والإصرار على استعادة الأرض والكرامة.
لقد علّمنا أبطال أكتوبر أن المستحيل كلمة لا يعرفها المصريون، وأن الإرادة إذا امتزجت بحب الوطن تصنع المعجزات. وقف الجندي المصري يوم السادس من أكتوبر 1973 شامخاً، حاملاً روحه على كفه، متحدياً الصعاب، ليكتب بدمائه أعظم انتصار في التاريخ الحديث.
لكن روح أكتوبر لم تكن وليدة تلك اللحظة فقط، بل هي امتداد لفدائية تجري في عروق هذا الشعب منذ آلاف السنين. من جدران معابد الفراعنة إلى خنادق القنال وسيناء، ظل المصري يقف صفاً واحداً خلف جيشه، يؤمن بأن الأرض والعرض خط أحمر لا يُمسّ.
واليوم، ونحن نحتفل بذكرى النصر العظيم، نرى جيشنا الباسل وقياداته الحكيمة يواصلون حمل الأمانة، يحمون الوطن من كل خطر، ويبنون معه حاضرًا ومستقبلًا يليق بعظمة شعبه وتاريخه. فالجيش المصري لم يكن يوماً مجرد قوة عسكرية، بل هو درع الأمة وسندها، وحارس حدودها وأحلامها.
تحية إجلال وتقدير لكل من حمل السلاح دفاعاً عن هذا الوطن، ولكل من لا يزال يسهر ليبقي مصر آمنة مستقرة.
وتحية حب ووفاء لأبطال أكتوبر الذين علمونا أن الوطن لا يُهدى بل يُنتزع، وأن الفدائية ليست لحظة في التاريخ، بل روح خالدة تتجدد في كل مصري ومصرية.