الرئيسيةعرب-وعالم

زي أخضر وحقائب بنية.. تفاصيل تسليم المجندات الإسرائيليات في ساحة فلسطين

شهدت مدينة غزة مشاهد غير مسبوقة خلال عملية تسليم أربع مجندات إسرائيليات، كجزء من الدفعة الثانية لصفقة التبادل بين حركة “حماس” وإسرائيل، والتي تأتي في إطار اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بعد أشهر من الصراع الدامي.

في صباح يوم مشحون بالتوتر والترقب، ومنذ ساعات الفجر الأولى بدأت الاستعدادات في ساحة ميدان فلسطين وسط مدينة غزة، حيث أعدت حركة “حماس” منصة خاصة لعملية التسليم. على المنصة، تم تعليق صور لقيادات سياسية وعسكرية إسرائيلية، مع كلمة “فشل” مكتوبة باللغة الإنجليزية تحت كل صورة، بالإضافة إلى شعار للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية مكتوب عليه بالعبرية: “الصهيونية لن تنتصر”. كانت الرسالة واضحة: هذه عملية تسليم، ولكنها أيضاً فرصة لإرسال رسالة سياسية.

انتشر عشرات من عناصر كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس”، ومسلحون من حركة “الجهاد الإسلامي”، حول المنصة، مشكلين منطقة عازلة تفصل بين الحشد الكبير من الفلسطينيين الذين تجمعوا لمشاهدة الحدث وبين المنصة نفسها، الجو كان مشحوناً بالحماس والترقب.

عند وصول ممثلي الصليب الأحمر الدولي، تم تنفيذ إجراء غير مسبوق: التوقيع على وثيقة تسليم وتسلم بين أحد عناصر القسام وممثل الصليب الأحمر. كانت هذه المرة الأولى التي يتم فيها تنفيذ مثل هذا الإجراء بشكل علني، مما أضفى طابعاً رسمياً على العملية.

بعد ذلك، تم إحضار المجندات الأربع، اللاتي كن يرتدين زياً أخضر يشبه زي الجيش الإسرائيلي، في خطوة بدت وكأنها رسالة رمزية موجهة للجيش الإسرائيلي. المجندات حملن في أيديهن حقائب ورقية بنية اللون، بداخلها وثائق من حركة “حماس” تحوي أسماءهن وصوراً لهن أثناء الأسر، بالإضافة إلى صور لمدينة غزة، كانت هذه التفاصيل الصغيرة جزءاً من سردية أكبر تحاول “حماس” تقديمها للعالم.

وللمرة الأولى في تاريخ عمليات التبادل، تم عرض المجندات للعامة بشكل علني. في السابق، كانت مثل هذه العمليات تتم بعيداً عن أعين الجمهور، حيث يتم نقل المحتجزين من سيارة إلى أخرى وسط حراسة مشددة؛ لكن هذه المرة، وقفت المجندات أمام الحشد الفلسطيني الذي هتف وهلل، بينما لوحن بأيديهن، وكأنهن يحيين الحشود.

مع انتهاء المراسم، بدأت سيارات الصليب الأحمر بالتحرك، حاملة المجندات الأربع بعيداً عن الساحة، مع مغادرتهن، بدأ المسلحون في الانسحاب من المنطقة، تاركين وراءهم ساحة ميدان فلسطين التي عادت إلى هدوئها النسبي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights