أخبار

مرصد الأزهر: نتنياهو يقود حربًا دينية لتحقيق الوعد المزعوم

 

أطلق مرصد الأزهر لمكافحة التطرف تحذيرًا جديدًا مما وصفه بالمساعي التي يقودها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نحو إشعال صراع ديني، يهدف إلى إقامة الهيكل المزعوم على الأراضي الفلسطينية.

يستند هذا السعي – وفق المرصد – إلى تأويلات خاطئة لنصوص توراتية تبرر العنف واستباحة دماء الأبرياء، مشيرًا إلى أن تلك المحاولات تأتي في سياق خطة استعمارية تهدف إلى إقناع اليهود حول العالم بضرورة الهجرة إلى فلسطين والسيطرة عليها.

نتنياهو والحرب الدينية

أكد مرصد الأزهر أن بنيامين نتنياهو يقود حربًا دينية هدفها الأول إقامة الهيكل المزعوم على أراضٍ يعتبرها الإسرائيليون “الأرض الموعودة” وفق تفسيرهم الخاص للنصوص التوراتية.

أوضح المرصد أن تلك النصوص تُستغل لتبرير العنف وسفك دماء الفلسطينيين، بما في ذلك النساء والأطفال، حيث يدعو تبريرهم الديني إلى تدمير المدن وسكانها حتى الحيوانات لتحقيق الطموحات التوسعية الإسرائيلية.

وأشار المرصد إلى أن العديد من الدراسات الأكاديمية قد فندت مزاعم الوعد التوراتي بأرض فلسطين، مؤكدةً أن الحركة الصهيونية قامت بتحوير النصوص الدينية لتغطية مخططاتها الاستعمارية التوسعية في أراضي العرب والمسلمين

بحسب تلك الدراسات، فإن هذه المحاولات تهدف إلى إقناع اليهود في مختلف بقاع العالم بضرورة الهجرة إلى فلسطين، مما يُشكّل غطاءً دينيًا زائفًا يُسهم في تمرير خطط الاحتلال.

أوضح المرصد أن صمود الشعب الفلسطيني لا يزال حجر العثرة في وجه تلك المخططات، مشيرًا إلى أن المقاومة الفلسطينية المتواصلة أفشلت عدة محاولات للمستوطنين الإسرائيليين لتحقيق أحلامهم التوسعية.

صحيفة “هآرتس”: نتنياهو المسؤول الأول عن مجازر شمال غزة

وفي سياق موازٍ، كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية عن دور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الإشراف المباشر على عمليات التطهير العرقي بشمال قطاع غزة، ووفقًا لتقرير للصحفي العسكري “يانيف كوبوفيتش”، الذي رافق قوات الاحتلال خلال جولات في شمال غزة، وصف المنطقة بأنها تبدو كأنها تعرضت لكارثة طبيعية، إلا أن الأمر ليس كذلك؛ فالدمار الشامل الذي شهدته هذه المناطق هو من صنع الإنسان، وتحديدًا قوات الاحتلال الإسرائيلية التي تعمدت تدمير البنية التحتية وهدم المنازل ومحو مناطق بأكملها.

أشارت الصحيفة إلى حجم التدمير الذي شمل منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم في شمال القطاع، لافتةً إلى أن عمليات الإجلاء القسري التي طالت آلاف الفلسطينيين تأتي ضمن خطة منسقة لتطهير المنطقة من سكانها، مما يعد انتهاكًا صارخًا لكل الأعراف الدولية والمواثيق الإنسانية.

العميد كوهين: لا نية لعودة الفلسطينيين إلى منازلهم في شمال القطاع

وفي تصريح مفاجئ، نقلت صحيفة “الجارديان” البريطانية عن العميد “إيتسيك كوهين”، قائد الفرقة 162 التي تقود العمليات في شمال غزة، تأكيده على أنه لا توجد نية لدى قوات الاحتلال للسماح بعودة الفلسطينيين إلى منازلهم في المناطق الشمالية من القطاع.

أوضح كوهين أن معظم سكان بلدات شمال غزة، مثل بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا، قد تم إجلاؤهم بالفعل، مؤكداً أن الأوامر كانت واضحة فيما يتعلق بإخلاء تلك المناطق.

جاء هذا التصريح ردًا على سؤال حول مدى التزام الجيش الإسرائيلي بما يُعرف بـ”خطة الجنرالات”، وهي خطة وُضعت سابقًا لطرد الفلسطينيين من قطاع غزة، ونُسبت إلى اللواء المتقاعد “جيورا آيلاند” وبعض القادة العسكريين المتقاعدين، ورغم أن كوهين نفى علمه بوجود خطة رسمية تحت هذا الاسم، إلا أنه أكد أن الجيش ينفذ توجيهات القيادة الجنوبية ورئيس الأركان، مما يوحي بوجود توجهات واضحة لطرد الفلسطينيين من هذه المناطق.

تحليل “هآرتس”

علقت صحيفة “هآرتس” على هذه التطورات معتبرةً أنه يجب تسمية الأمور بمسمياتها، حيث إن الجيش الإسرائيلي ينفذ عملية “تطهير المنطقة” بتوجيهات واضحة من قادته العسكريين، بداية من رئيس الأركان الفريق “هرتسي هاليفي” وقائد القيادة الجنوبية اللواء “يارون فنكلمان”، وبدعم كامل من القيادة السياسية، وعلى رأسها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، كما أن عمليات التدمير والإجلاء تتم في إطار خطط موسعة لتحقيق السيطرة التامة على المناطق الشمالية من قطاع غزة.

أضافت الصحيفة أن وزير الدفاع السابق يوآف جالانت، الذي تمت إقالته مؤخرًا، ومن ثم خلفه الوزير يسرائيل كاتس، يسهمان أيضًا في توجيه هذه العمليات العسكرية، تأتي هذه الإجراءات في ظل ما يبدو أنه سياسة واضحة لإخلاء تلك المناطق بشكل كامل، بما يُعتبر تكريسًا لمسار التهجير القسري في الأراضي الفلسطينية.

 

 تنديدات وتحذيرات من تداعيات الصراع الديني

يأتي تحذير مرصد الأزهر وكشف صحيفة “هآرتس” عن هذه الانتهاكات في وقت يتصاعد فيه القلق الدولي من تداعيات الصراع الديني الذي تشعله حكومة نتنياهو، يظل الوضع الميداني في قطاع غزة مؤشرًا على عواقب وخيمة قد تجر المنطقة إلى نزاعات أوسع وأكثر دموية، إن التبريرات الدينية المستخدمة لتمرير مخططات التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين قد تلقى استجابة دولية رافضة، ما يثير التساؤلات حول مدى استمرار هذه السياسة التوسعية، وما قد تؤدي إليه من ردود أفعال في المنطقة والعالم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights