شوقي علام: الجماعات المتطرفة تُسيء فهم النصوص الدينية وتشوّه السيرة النبوية

أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن الجماعات المتطرفة تعتمد على فهم مشوه ومغلوط للنصوص الدينية المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية، وهو ما يؤدي إلى استنتاجات ونتائج بعيدة عن جوهر الإسلام وروحه السمحة.
جاءت تصريحات الدكتور علام خلال حديثه في برنامج “بيان للناس”، الذي يُذاع عبر قناة “الناس”، يوم السبت.
التفسيرات الخاطئة وأثرها على صورة الإسلام
خلال اللقاء، أشار الدكتور شوقي علام إلى أن الجماعات المتطرفة ترتكز في تأويلاتها على قراءات سطحية وغير دقيقة للنصوص الشرعية.
هذا الأسلوب يؤدي إلى تشويه الفهم الديني ويؤسس لخطاب يتنافى مع القيم الأصيلة للدين الإسلامي.
وأضاف أن هذه الجماعات تخلط بين القواعد الأصولية والفقهية، مما ينتج استدلالات خاطئة تتسبب في انحراف كبير عن المنهج السليم.
وأوضح أن الفهم المغلوط للنصوص لا يقتصر على التأثير السلبي على صورة الإسلام في الداخل، بل يمتد إلى تشويه صورته أمام العالم.
واعتبر أن هذه التفسيرات تؤدي إلى خلق حالة من اللبس لدى المسلمين وغير المسلمين حول القيم الحقيقية التي يدعو إليها الإسلام، مثل التسامح والاعتدال.
السيرة النبوية بين الفهم السليم والتأويل الحركي
وتناول الدكتور علام في حديثه قضية الفهم الخاطئ للسيرة النبوية، حيث أشار إلى أن بعض الجماعات أصدرت كتبًا تقدم تفسيرًا “حركيًا” للسيرة النبوية، يركز على الجانب القتالي والعسكري على حساب الجوانب الأخرى التي تعكس التسامح والحكمة والرحمة.
وشدد على أن هذا النهج الانتقائي في تناول السيرة النبوية يُعد خروجًا عن الفهم السليم الذي تبنته الأمة الإسلامية عبر العصور.
وأكد أن السيرة النبوية ليست مجرد أحداث تاريخية يتم تفسيرها بمعزل عن سياقها، بل هي نموذج متكامل يعكس الأخلاق والقيم التي ينبغي أن يتبناها المسلمون في حياتهم اليومية.
تعزيز التسامح ونبذ الفكر المتطرف
وفي ختام حديثه، دعا مفتي الديار المصرية السابق إلى ضرورة نشر الوعي الديني الصحيح، الذي يقوم على تعزيز قيم التسامح والاعتدال، ويُجنب الشباب الوقوع في براثن الفكر المتطرف.
وشدد على أهمية الدور الذي يمكن أن تؤديه المؤسسات الدينية والإعلامية في تصحيح المفاهيم الخاطئة ونشر الفهم السليم للنصوص الدينية والسيرة النبوية.
وأضاف أن مواجهة الفكر المتطرف تتطلب جهدًا جماعيًا من جميع أطياف المجتمع، بما في ذلك الأسرة والمدرسة والمسجد، لتربية جيل واعٍ قادر على فهم دينه بشكل صحيح، بعيدًا عن التشدد والغلو.
رسالة واضحة للأمة
اختتم الدكتور شوقي علام حديثه برسالة إلى الأمة الإسلامية، دعا فيها إلى التمسك بالقيم الأصيلة للدين الإسلامي، والعمل على تعزيز الحوار البناء بين الشعوب والثقافات المختلفة.
وأكد أن الفهم الصحيح للإسلام هو السبيل الأمثل لتعزيز صورته عالميًا، ومواجهة محاولات تشويهه من قبل الجماعات المتطرفة.