عودة الإعلام المؤثر.. هل يبدأ عصر جديد من حرية التعبير؟

تشهد الساحة الإعلامية المصرية تطوراً إيجابياً يعكس توجهاً جديداً من القيادة السياسية نحو إعلام أكثر بناءً وشمولية، خاصة بعد الإعلان عن عودة عدد من البرامج الكبرى، التي كانت متوقفة لأشهر دون أسباب واضحة.
ومن أبرز هذه البرامج، عودة برنامج “في المساء مع قصواء” للإعلامية المميزة قصواء الخلالي عبر شاشة CBC، وبرنامج “صبايا الخير” للإعلامية ريهام سعيد عبر فضائية النهار، الذي أعاد إلى الأذهان دور الإعلام في تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية والإنسانية التي تمس المواطن المصري.
خطوة نحو إعلام أكثر مسؤولية
تأتي هذه العودة في ظل إدارة واعية للمشهد الإعلامي، بقيادة المجلس الأعلى للإعلام والهيئة الوطنية للإعلام، التي تتبنى سياسات جديدة لإعادة ترتيب أولويات الإعلام المصري، وهذه الخطوات تمثل نقطة تحول هامة في ملف الإعلام، حيث يتم التركيز على توسيع مساحات التعبير عن الرأي وتقديم محتوى إعلامي هادف، يعكس التنوع الفكري ويشجع على الحوار البناء.
الجمهور المصري، الذي عانى من فجوة كبيرة في البرامج الحوارية التي تلامس قضاياه وتطرح التحديات التي تواجهه، ينتظر بشغف عودة بقية البرامج الكبرى مثل “كلمة أخيرة” للإعلامية لميس الحديدي، ومساء DMC للإعلامي أسامة كمال، وغيرها من الأسماء اللامعة التي شكلت رافداً هاماً للحوار المجتمعي وتعزيز الوعي بالقضايا الوطنية.
دور برامج التوك شو في المشهد الإعلامي
يقول الإعلامي يوسف أحمد، مقدم برنامج “لغة الضاد”عبر فضائية الصحة والجمال سابقاً: “برامج التوك شو المسائية، خاصة تلك التي تُبث عبر القنوات العامة ذات الجماهيرية الواسعة، تلعب دوراً محورياً في تقديم منصة للحوار ونقل وجهات النظر المختلفة.”، وأضاف بأن هذه البرامج ليست مجرد أدوات إعلامية، بل تعد وسيلة أساسية لتعزيز حرية التعبير وبناء وعي مجتمعي يستند إلى الحقائق.
وفي وقت تتزايد فيه التحديات على المستويين المحلي والدولي، يُنظر إلى الإعلام كأحد أعمدة الاستقرار الوطني، فالإعلام الحر والمسؤول يساهم في بناء الثقة بين المواطن والدولة، ويعزز مناخ الحوار الصحي، الذي يتيح طرح القضايا الحقيقية بروح إيجابية بعيداً عن التهويل أو التعتيم.
إشادة واسعة من السياسيين والمؤثرين بالمجتمع المصري
أشاد كبار السياسيون، ورؤساء الأحزاب، والتيارات الفكرية بهذه الخطوات، ونشر رئيس حزب العدل، النائب البرلماني عبد المنعم إمام عبر صفحته الرسمية على الفيس قائلاً: نيابة عن السياسيين والأحزاب والتيارات السياسية التي أمثلها.. أود أن أعبر عن شكري وتقديري لهذه الخطوة.”

وأكد إمام، على أن عودة هذه البرامج، تعد بمثابة استجابة ضرورية لتطلعات الشارع المصري، موضحاً بتوافق الجميع على أهمية وجود مساحات إعلامية محترمة تنقل صوت المواطن وتعكس التنوع الفكري للمجتمع، واستكمل بأن هذه المساحات تمثل حجر الزاوية لتحقيق التوازن في المشهد الإعلامي وإعادة الثقة في دور الإعلام كوسيلة لتقديم الحقيقة ومعالجة القضايا الوطنية بجدية وشفافية.

الصحافة شريك رئيسي في البناء
في السياق ذاته، جاء المؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين المصريين ليؤكد على أهمية الصحافة الحرة كجزء لا يتجزأ من المنظومة الإعلامية، والمؤتمر، الذي شهد حضور شخصيات عامة بارزة، ركز على ضرورة تطوير القطاع الصحفي ليواكب المرحلة الراهنة، ويعمل جنباً إلى جنب مع الإعلام لبناء وعي حقيقي يسهم في تقدم المجتمع.
تطلعات نحو المستقبل
يمثل هذا التطور بداية مرحلة جديدة يتطلع فيها المصريون إلى إعلام أكثر احترافية وشمولية، يقدم محتوى جاداً يعبر عن طموحاتهم وآمالهم، فعودة هذه البرامج الكبرى ليست سوى خطوة أولى على طريق طويل نحو تطوير المشهد الإعلامي، بما يضمن طرح القضايا الحيوية والاستماع لوجهات النظر المتنوعة.
الإعلام المصري، في هذه المرحلة، مطالب بمواصلة مسيرته نحو تعزيز مكانته كأداة بناء ودعم لاستقرار الدولة، بعيداً عن أن يكون منصة للصراعات أو التشويه، فلا يصح إلا الصحيح، ومصر تستحق إعلاماً يُعلي قيم الحقيقة، ويرتقي بتطلعات الشعب، ويعزز مكانتها على الساحة الإقليمية والدولية.