في ظل تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، أصدر الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، تعليمات بإخلاء عدد من المناطق السكنية في شمال القطاع، ضمن ما وصفه بإجراءات أمنية موسعة.
ودعا المتحدث باسم الجيش، في بيان نُشر على منصة “إكس”، جميع المتواجدين في أحياء الكرامة، وعبد الرحمن، والنهضة، ومعسكر جباليا، إلى مغادرة هذه المناطق فورًا.
وتزامن هذا الإعلان مع إطلاق صواريخ من مناطق قريبة من غزة، ما أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار في مناطق إسرائيلية محاذية للقطاع، في مؤشر على استمرار التوتر الأمني.
مجزرة عند نقاط توزيع الغذاء
وفي تطور دموي جديد، أعلنت مصادر طبية في غزة مقتل نحو 40 فلسطينيًا منذ ساعات الفجر، معظمهم خلال محاولتهم الوصول إلى نقطة توزيع المساعدات الأميركية في منطقة نتساريم وسط القطاع. وأكد شهود عيان ومصادر في الدفاع المدني أن الضحايا سقطوا برصاص الجيش الإسرائيلي، في حين نفت تل أبيب مسؤوليتها وأشارت إلى أن التحقيقات لا تزال جارية.
وقد أثارت هذه الحوادث انتقادات حادة من جانب الأمم المتحدة وعدد من المنظمات الإنسانية، التي اعتبرت أسلوب توزيع المساعدات بمرافقة الجيش الإسرائيلي “فخًا قاتلًا”، مطالبة بعودة آلية الإغاثة إلى إشراف المنظمات الأممية.
قصف ودمار في الجنوب والشمال
ميدانيًا، واصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ غارات جوية وقصف مدفعي على مناطق متفرقة في القطاع. وأفاد مراسل “العربية/الحدث” بأن القصف طال عددًا من المنازل في مناطق معن وقيزان النجار، إضافة إلى بلدتي عبسان وخزاعة جنوب شرق خان يونس، ما أدى إلى تدمير واسع في الممتلكات.
وفي مدينة دير البلح وسط القطاع، استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية منزلًا سكنيًا، ما تسبب في سقوط عدد من الإصابات وأضرار مادية جسيمة.
أما في شمال غزة، فقد قُتل 8 أفراد من عائلة واحدة في قصف طال منزلًا مأهولًا في بلدة جباليا، وتم نقل الجثث إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة، وسط نقص حاد في المرافق الطبية بالمنطقة.
ضحايا أثناء تسلم المساعدات
يُذكر أن عشرات المدنيين الفلسطينيين لقوا مصرعهم خلال الأسبوعين الماضيين أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية وزعت في مراكز جنوب ووسط القطاع، تحت إشراف الجيش الإسرائيلي. ورغم نفي الجيش الإسرائيلي مسؤوليته المباشرة، تؤكد شهادات المصابين وشهود العيان أن القوات الإسرائيلية كانت تطلق النار بشكل مباشر على الجموع.
