مقالات

فاطمة الزناتي تكتب: لا تجعلوا من الحمقي مشاهير

لقد فقدنا السيطرة على أنفسنا وعائلاتنا معًا عندما اجتاحتنا العولمة التكنولوجية، وحققت هدفها وزرعت بذور الفتنة والتقليد الأعمى في مجتمعاتنا المحافظة، التي اجتاحتها عقول الأغبياء والترند الهابط الذي يساق نحوه الأغلبية العظمى من المجتمعات.

في ظل التطور التكنولوجي الذي سرق منا حياتنا البسيطة وألعابنا ووقتنا وأحبابنا أيضاً، ازدادت كراهيتي لهذا التطور الذي نعيشه، خاصة وأن مواقع التواصل الاجتماعي اشتهرت ببعضها البعض وأصبحت الأكثر “ترنداً”، وكما يقولون فهي تحديات لا تنفع تحت ذريعة مواكبة العصر وتطوراته، ورغم المدخول المادي من تلك “المقاطع” التي تنتشر كالوباء في نظري، إلا أن العائد المعنوي منها غير مجزٍ كما أراه: من المؤسف أن نرى هذا المجتمع الذي ينضج بالمراهقين والشباب الذين هم ثروة الأوطان يتجه نحو تيار لا يعرف نهايته وأين يصب في أي نهر أو بحر من الحياة.

ولكن الأمر الأكثر حزناً وما يقلقني أكثر هو أن الأطفال الصغار ذوي العقول الفارغة الذين يعملون على اكتساب المعرفة وتوظيفها بشكل مستمر يتلقون أشياء وسلوكيات كثيرة لا تترتب عليها عواقب طيبة عاجلاً أم آجلاً، وكما يقولون “التعلم في الصغر كالنقش على الحجر”.

أيها القارئ، في كلامي أنني ضد التطور ومواكبة العصر وتطوراته، لكن صدقني أنني من أكثر الناس تشجيعاً للتميز والتطور التكنولوجي وغيره، ولست ضد كل هذه التكنولوجيا التي جعلت حياتنا أسهل وأسرع.

لكن الاستخدام الخاطئ لكل شيء هو ما يقلقك، قد ترى ما أقصده في ذلك، الصواب والخطأ، لكن هذا أيضاً يعتمد على الزاوية التي ترى منها الأشياء، من الغريب أن يتغير لقب الشخص الذي لا قيمة له في المحتوى من ناشر محتوى إلى قدوة، ما هي المهام التي يتحدثون عنها عندما يتحدث شخص لا قيمة له في الشأن العام، ويلقي محاضرات، ويعرض أفكاراً لا معنى لها؟ والغريب هو تسويق هؤلاء الأشخاص بطريقة غير مباشرة عند الحديث عنهم مطولاً تحت مسمي الترند حتى نصيح أخيراً “لا تجعلوا من الحمقى مشاهير”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights