كارثة صحية في الخرطوم: 500 إصابة بالكوليرا في يوم واحد وسط انهيار الخدمات

سجلت العاصمة السودانية الخرطوم، السبت، تفشياً خطيراً لوباء الكوليرا، مع تسجيل 500 حالة إصابة مؤكدة خلال 24 ساعة فقط، في مؤشر ينذر بتدهور صحي واسع النطاق في المدينة التي تعاني أساساً من ظروف معيشية وإنسانية صعبة.
ووفقاً لما أورده موقع “سودان تريبيون”، فإن إجمالي الإصابات بالكوليرا في ولاية الخرطوم ارتفع إلى نحو 2500 حالة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، وسط تصاعد مستمر في أعداد الإصابات اليومية. وقد حذّرت منظمة “أطباء بلا حدود”، التي تشارك في جهود مكافحة الوباء، من خطورة الوضع، مشيرة إلى أن انتشار الكوليرا في الولاية بات “مقلقًا للغاية”.
وترجع المنظمة أسباب هذا الانتشار المتسارع إلى انهيار البنية التحتية للخدمات الأساسية، وخاصة الكهرباء والمياه، حيث تعتمد أعداد كبيرة من السكان على مصادر مياه غير آمنة مثل الآبار السطحية أو مياه النيل، مما يفاقم احتمالات انتقال العدوى.
وفي مواجهة هذه الأزمة، تعمل 13 وحدة لعلاج الكوليرا في أنحاء الخرطوم، تدعم منظمة “أطباء بلا حدود” منها 7 مراكز لضمان استمرار عملها بكامل طاقتها، مع إمكانية التوسع لمواكبة الارتفاع في عدد الإصابات. كما تسعى وزارة الصحة السودانية إلى دعم جهود الاستجابة عبر التنسيق مع شركاء دوليين ومحليين.
وبحسب وزارة الصحة، فإن البلاد سجّلت قرابة 2000 حالة اشتباه خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، قبل أن يتضاعف الوضع بتسجيل 500 حالة جديدة في يوم واحد فقط، ما يشكّل نحو ربع إجمالي الحالات المسجلة حتى الآن.
من جهتها، شددت وزارة الصحة في الخرطوم على ضرورة تكثيف حملات التوعية المجتمعية والتحضير العاجل لإطلاق حملة تطعيم جماعي ضد المرض، في محاولة لاحتواء تفشي الوباء والحد من انتشاره في باقي أنحاء السودان.
وفي تطور سياسي متصل، طالب حزب “الأمة القومي” وزارة الصحة الاتحادية بإعلان حالة الطوارئ الصحية فوراً، داعياً إلى تدخل عاجل من المنظمات الإنسانية والطبية الإقليمية والدولية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية ومنظمة أطباء بلا حدود، لتقديم الدعم الطبي اللازم وتوفير الأدوية والمستلزمات قبل أن تخرج الأوضاع عن السيطرة.
يُذكر أن السودان يشهد منذ 15 أبريل 2023 حرباً دامية بين الجيش النظامي بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، ما أدى إلى تدهور الأوضاع الصحية والإنسانية بشكل غير مسبوق، خاصة في العاصمة الخرطوم، حيث تُركت المرافق الطبية عرضة للدمار والإغلاق وسط عجز الخدمات العامة.