عرب-وعالم

كسر السيف.. حماس تُربك الجيش الإسرائيلي بكمائن ذكية

كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أن كمين بيت حانون الأخير لم يكن حادثة عابرة، بل عملية مدروسة خضعت لمراقبة دقيقة لتحركات الجيش الإسرائيلي، وأظهرت قدرات متقدمة لدى كتائب القسام في إدارة “حرب الأنفاق” وكمائن الاستنزاف.

وبحسب الصحيفة، فإن الكمين الذي أطلق عليه فلسطينيون اسم “كسر السيف”، أسفر عن مقتل جندي إسرائيلي وإصابة 5 آخرين.

وأوضحت أن المنفذين نفذوا الهجوم من نفق لم يُكشف عنه بالكامل، رغم أن جيش الاحتلال كان قد اكتشف جزءاً منه وبدأ بمحاولات تدميره.

والمقاتلون تمكنوا من التسلل من خلف موقع عسكري يُعرف بـ”مك 40″، وهاجموا مركبة عسكرية، ثم استهدفوا قوة الإسناد التي هرعت للمكان، ما أسفر عن “خسائر كبيرة” بحسب الصحيفة.

حرب العصابات

من جانبه، قال المحلل العسكري الإسرائيلي آفي أشكنازي لصحيفة “معاريف”، إن الكمين الأخير يجسد “عقيدة حرب العصابات لدى حماس: فخاخ، إطلاق صواريخ مضادة للدروع، والانسحاب عبر الأنفاق”.

وأكد أن الجيش الإسرائيلي بات يدرك هشاشة القتال الميداني وطول أمده، في ظل اختيار المقاومة الفلسطينية تكتيك الترقب والانقضاض.

وأضاف أشكنازي: “حماس تدرك أن الجيش يعمل بقوة محدودة، وأحيانًا أقل من ذلك، ولذلك تختار انتظار المعركة الكبرى. في الأثناء، تزرع الفخاخ، تفخخ الأنفاق، وتعد الكمائن، وتراقب روتين القتال، ثم تهاجم عندما تكون الظروف مواتية – وغالبًا توثق كل ذلك لأغراض دعائية”.

تكتيك مرن.. وجيش مرتبك

يشير هذا التطور إلى أن المقاومة الفلسطينية، رغم الحصار والضغط العسكري المتواصل منذ أشهر، ما زالت تمتلك زمام المبادرة في بعض الجبهات، وتُظهر مرونة تكتيكية ميدانية، تقوم على استنزاف الجيش عبر حرب شوارع وأنفاق تتحدى سطوة الطائرات والتكنولوجيا المتقدمة.

وتحليل الميدان يُظهر أن القتال في غزة يتحول من معركة تقليدية إلى حرب استنزاف طويلة الأمد، تنجح فيها المقاومة في تثبيت الجيش في مواقع غير آمنة، وتكسر معادلات الردع بقنص مباشر وتكتيكات خاطفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights