كيف تحوّل سفاح المعمورة من رجل قانون إلى مجرم؟.. القصة كاملة
تفاصيل جرائم "سفاح المعمورة" التي أرعبت الإسكندرية

في واقعة مفجعة هزّت مدينة الإسكندرية وأثارت الرأي العام، تحوّل محامٍ يفترض به الدفاع عن الحقوق إلى قاتل محترف دفن ضحاياه تحت الأرض داخل شققه المستأجرة..
القصة بدأت حينما لاحظت إحدى الجارات في منطقة المعمورة خروج تراب وطين من أسفل باب مكتب المحامي “نصر الدين السيد غازي”، الأمر الذي دفعها بدافع الفضول إلى التحقق من الأمر، لتجد أمامها مشهداً مروعاً – جثة مدفونة في أرضية إحدى غرف المكتب؛ لكن الصدمة لم تتوقف عند هذا الحد، إذ سرعان ما تكشفت تفاصيل أكثر رعبًا، لتكشف النقاب عن واحدة من أكثر الجرائم وحشية في تاريخ المدينة.
المحامي الذي أصبح سفاحًا:
“نصر الدين السيد غازي”، رجل يبلغ من العمر 51 عامًا، يعمل محاميًا، وهي مهنة من المفترض أن تقوم على حماية القانون وإقامة العدالة، لكنه استغل مهنته ليكون ستارًا يخفي وراءه جرائم مروعة، ووفقًا للتحقيقات الأولية، لم تكن الجثة التي تم العثور عليها هي الضحية الوحيدة، بل اتضح لاحقًا أن هناك جثثًا أخرى مدفونة في أماكن مختلفة، بعضها في شقته الخاصة وأخرى في مكاتب المحاماة التي استأجرها.
الضحية الأولى.. الزوجة التي اختفت في ظروف غامضة:
كانت البداية مع زوجته التي تزوجها عرفيًا، بعدما أقنعها بالانتقال من الجيزة إلى الإسكندرية لتعيش معه، لكنه بعد فترة بدأ يعاملها بوحشية، ومع تصاعد الخلافات بينهما، قررت مواجهته وربما هددته بفضح علاقتهما، وهو ما لم يكن ليستطيع تحمله؛ لم يتردد نصر الدين في قتلها بضربات متتالية على الرأس، ثم احتفظ بجثتها لمدة ثمانية أشهر داخل أكياس محكمة الإغلاق ومغلقة بالشريط اللاصق حتى لا تنبعث منها الروائح، قبل أن يقرر دفنها لاحقًا في أرضية إحدى شققه المستأجرة.
الضحية الثانية.. موكلة تحولت إلى فريسة:
الضحية الثانية كانت امرأة وحيدة تمتلك أموالًا طائلة، وكانت قد وكلت المحامي “نصر” لمتابعة بعض قضاياها؛ على ما يبدو، استغل ثقتها وبدأ في سحب أموالها تدريجيًا، لكنها عندما قررت مواجهته والمطالبة بحقوقها، دعاها إلى مكتبه لحل النزاع، وهناك قتلها بدم بارد، ثم لف جثتها في بطانية كان قد جهّزها مسبقًا، وقرر أن يدفنها في نفس المكان الذي دفن فيه زوجته السابقة، في غرفة داخل مكتبه القانوني.
الكشف عن الجثة الثالثة.. أب اختفى في ظروف غامضة:
لم تكن الجريمتان السابقتان هما نهاية القصة، إذ كشفت التحقيقات عن جريمة ثالثة ضحيتها رجل مجهول الهوية دُفن بنفس الطريقة، لكن التفاصيل بدأت تتضح عندما انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي منشورات لابنة رجل مفقود تدعى “سارة”، والتي كانت تبحث عن والدها المختفي منذ فترة.
بحسب روايتها، فإن والدها كان قد تواصل مع محامٍ يُدعى “نصر الدين السيد غازي” لبيع منزل يمتلكه، لكنه اختفى فور خروجه لمقابلته؛ حيث في آخر مكالمة هاتفية أجراها مع عائلته، كان يتحدث بصوت مضطرب، وأخبرهم أنه برفقة المحامي، ثم قال في نهاية المكالمة جملة غريبة: “سلمولي على “فلان” اسم أحد أقاربه المتوفين، وكأنه كان يحاول توصيل رسالة مبطنة بأن حياته في خطر، منذ ذلك الحين، لم يُعثر عليه، وعندما سألت العائلة المحامي عن مصيره، أنكر معرفته بأي شيء عنه، مدعيًا أنه باع المنزل ثم غادر دون ترك أي أثر.
بعد الكشف عن الجثة الثالثة، رجحت التحقيقات أن الضحية هو والد “سارة”، خاصة أن الجثة دُفنت بنفس الطريقة التي اتبعها “نصر” في إخفاء ضحاياه السابقين، باستخدام الأسمنت لإخفاء أي روائح قد تفضح أمره.
مزيد من الشقق ومزيد من الضحايا:
لم يكن المحامي القاتل يكتفي بشقة واحدة أو مكتب واحد، بل كان يستأجر شققًا متعددة، وجميعها في الطابق الأرضي، ما يثير الشكوك حول وجود المزيد من الضحايا الذين ربما لم يتم اكتشافهم بعد.
في منطقة “المندرة”، تم العثور على شقة أخرى مستأجرة باسمه، وبدأت الجهات المختصة في تفتيشها تحسبًا للعثور على أدلة جديدة، كما كشف أحد ملاك العقارات في منطقة “45” بالإسكندرية، أنه كان قد لاحظ تغييرات غريبة في أرضية إحدى الشقق التي استأجرها “نصر”، ما دفعه إلى الإبلاغ عن الأمر بعد انتشار أخبار الجرائم.
القناع المزيف.. رجل الدين الذي يخفي وحشًا بداخله:
المفارقة المروعة في هذه القصة أن “نصر الدين السيد غازي” لم يكن مجرد محامٍ عادي، بل كان معروفًا بين محيطه باهتمامه بتفسير القرآن الكريم واللغة العربية، وكان الكثيرون ينظرون إليه باعتباره رجلًا صالحًا، لكنه كما هو الحال مع العديد من المجرمين الذين يختبئون خلف ستار الدين والأخلاق، فكان يخفي داخله وحشًا لا يتردد في قتل الأبرياء لتحقيق مصالحه الشخصية.
علاوة على ذلك، كشفت التحقيقات أن لديه سجلًا جنائيًا لم يُكشف عنه إلا بعد وقوع جرائمه، حيث سبق أن وُجهت إليه اتهامات بالاعتداء على اثنين من موكليه، لكنه تمكن من الإفلات من العقاب وقتها.
و تظل هذه الجريمة شاهدًا على أن المجرم الحقيقي قد يكون أقرب مما نتصور، متخفيًا خلف قناع من الاحترام والهيبة، إلى أن تنكشف الحقيقة المروعة.
ما زالت التحقيقات جارية:
حتى الآن، لا تزال التحقيقات مستمرة، إذ يسعى رجال الأمن لكشف جميع تفاصيل الجرائم، والتأكد مما إذا كان هناك ضحايا آخرون لم يتم العثور عليهم بعد..
وجدير بالذكر أن”نصر الدين السيد غازي” محتجز حاليًا قيد التحقيق، وقد تم تمديد حبسه احتياطيًا حتى يتم استكمال الإجراءات اللازمة، وبينما لا تزال القضية تثير جدلًا واسعًا، يبقى السؤال الأكبر: هل هناك ضحايا آخرون لم يكشف عنهم بعد؟ هل سيتمكن رجال الأمن من حل اللغز الكامل لهذه الجرائم المتسلسلة؟


