عرب-وعالم

لقاء أردوغان والشرع في إسطنبول: بداية تحوّل في العلاقات التركية السورية

التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم السبت، مع رئيس الإدارة السورية الحالية، أحمد الشرع، في قصر دولما بهتشة بمدينة إسطنبول، في لقاء هو الأول من نوعه منذ سنوات، ويأتي في سياق تحركات إقليمية تهدف إلى تهدئة التوترات وفتح قنوات الحوار بين أنقرة ودمشق.

ونشرت قناة CNN التركية، بالتعاون مع شبكة CNN العالمية، مقطع فيديو يُظهر لحظة استقبال أردوغان للشرع داخل المكتب الرئاسي، في حين أكدت وكالة “الأناضول” الرسمية أن اللقاء تناول ملفات عدة أبرزها العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية.

وأكد الرئيس التركي خلال المحادثات أن “احتلال إسرائيل وعدوانها المستمر على الأراضي السورية أمر مرفوض”، مشددًا على استمرار تركيا في معارضته، بحسب ما نقلته وكالة الأناضول. كما دعا إلى تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الطاقة والدفاع والنقل، مؤكدًا أهمية بناء شراكة قائمة على المصالح المشتركة.

من جانبه، أعرب الشرع عن شكره للرئيس التركي على ما وصفه بـ”الدعم الحاسم” الذي قدمته أنقرة، وعلى جهودها في دعم مساعي رفع العقوبات عن سوريا، في ظل الأوضاع الاقتصادية والإنسانية المتدهورة في البلاد.

وشارك في اللقاء عدد من كبار المسؤولين من الجانبين. فمثّل الجانب التركي كل من وزير الخارجية هاكان فيدان، ووزير الدفاع يشار غولر، ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن، ورئيس هيئة الصناعات الدفاعية خلوق غورغون. بينما ضم الوفد السوري وزير الخارجية أسعد حسن الشيباني، ووزير الدفاع اللواء مرهف أبو قصرة، إلى جانب عدد من المسؤولين في الإدارة السورية.

وبحسب شبكة “سي إن إن ترك” ووسائل إعلام رسمية تركية وسورية، من المقرر أن يجري الوزراء السوريون مباحثات مع نظرائهم الأتراك لمناقشة أبرز القضايا العالقة، وعلى رأسها الملف الأمني، وعودة اللاجئين، والتعاون الحدودي.

وفي وقت سابق، كان الرئيس أردوغان قد دعا الحكومة السورية إلى التركيز على تنفيذ اتفاقها مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، المدعومة أميركيًا، بشأن دمج مقاتليها ضمن صفوف الجيش السوري، وهو الاتفاق الذي يرى فيه أردوغان فرصة لإعادة ضبط التوازنات شمال شرقي سوريا.

كما كشف أردوغان عن تشكيل لجنة رباعية تضم تركيا وسوريا والعراق والولايات المتحدة، لمناقشة مصير مقاتلي تنظيم “داعش” المحتجزين في معسكرات الاعتقال التي تديرها “قسد” منذ سنوات في شمال شرق سوريا. وشدّد على أهمية معالجة أوضاع هؤلاء المحتجزين، خاصة في مخيم الهول، الذي يضم آلاف النساء والأطفال من جنسيات سورية وعراقية.

وأكد الرئيس التركي أن على العراق وسوريا تحمل مسؤولياتهما في هذا الملف الإنساني والأمني، مشيرًا إلى ضرورة إعادة النساء والأطفال إلى أوطانهم، والحد من المخاطر الأمنية التي قد تنشأ من استمرار وجودهم في تلك المخيمات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights