
تقرير: مروة محي الدين
في تحدٍ أمريكي لحالة الغضب الشعبي في عدد من الولايات الأمريكية على رأسها كاليفورنيا، أصرت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية على استمرار عمليات سلطات الهجرة لديها، وأن المتظاهرين ضدها في لوس أنجلس لن يتمكنوا من إيقاف تلك العمليات، التي اتهمت الهادفين لعرقلتها بالانحياز للعصابات وتجار البشر والمجرمين العنيفين.
ترامب وعمليات الترحيل
في خطابه اليوم، أكد الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” على حصوله على دعم شعبي كبير لعمليات ترحيل المهاجرين غير النظاميين- حسب استطلاعات الرأي، عبر تفويض تاريخي لتنفيذ أكبر برنامج ترحيل، متهما سلفه “جو بايدن” بالسماح بتدفق 21 مليون مهاجر إلى البلاد، قادمين من أكثر البلاد خطرا واختلالًأ.
واتهم أولئك المهاجرين بتحويل مجتمعات أمريكية مثالية إلى مجتمعات من العالم الثالث، فاستهلكوا مليارات الدولارات من الرعاية الاجتماعية، كما اتهمهم بسرقة وظائف الأمريكيين.
وأتى في حديثه على المظاهرات العارمة التي اجتاحت لوس أنجلوس الجمعة الماضية، واستمرت لعدة أيام حتى انتقلت إلى ولايات أخرى، حتى تم نشر قوات من الحرس الوطني والمارينز فيها بلغ عددها 4700 جندي، للسيطرة على الأمور، التي كان عقدها بدأ ينفرط.
وأوضح “ترامب” أن الأمور في لوس أنجلوس كانت ستخرج عن السيطرة، أو “ستحترق” لولا إرسال الجيش إليها، إذ كانت المدينة ستتحول إلى مسرح لجريمة غير مسبوقة، مهما حاكم ولاية كاليفورنيا بالفشل في السيطرة على الأمور، وعدم الكفاءة، وأنه كان يجب عليه شكر الجيش.
ماذا حدث بكاليفورنيا؟
مع تصاعد وتيرة العنف بين المتظاهرين في لوس أنجلوس وعناصر الأمن، واستمرارها لعدة أيام، تحركت السلطات الأمريكية وأرسلت قوات من الجيش للسيطرة على الوضع بلغت 4000 من قوات الحرس الوطني و700 من المارينز، وهو ما وصفه كبير الديمقراطيين بلجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأمريكي اليوم: بأنه أمر مبالغ فيه، سيؤدي لمزيد من التصعيد.
كان المشهد يتلخص في موجات من الاضطرابات، وما صحبها من موجات عنف واعتقالات واسعة طالت 378 محتجز في 4 أيام، وكذلك 203 متظاهرين رفضوا قرار منع الاحتجاج، و17 شخصًأ انتهكوا حظر التجوال و3 أخرين بسبب حيازة أسلحة خلال الاحتجاجات.
وعلى الرغم من ذلك المشهد غير المسبوق، استمرت وزارة الأمن الداخلي في عملها على إبلاغ مئات الآلاف من المهاجرين بإلغاء تصاريح عملهم- حسب سي إن إن، وأن تلك الإشعارات ستوجه إلى رعايا من كوبا وهايتي ونيكاراغوا وفنزويلا، الذين أتوا إلى الولايات المتحدة وفقًا لبرنامج أقره “بايدن”، وآن لهم أن يغادروها، وهو ما أكد عليه البيت الأبيض في بيانه أمس الأول.