«مزاج عشاق القهوة اتعكر».. لماذا ارتفعت أسعار البن عالميًا ومحليًا؟

كتبت- سماح غنيم
شهدت أسعار القهوة العالمية ارتفاعًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، مدفوعةً بعدة عوامل رئيسية، كما شهدت أسعار القهوة في مصر ارتفاعًا ملحوظًا خلال عام 2024، حيث ارتفعت بنسبة تصل إلى 50% مقارنةً بالعام السابق، على سبيل المثال، وصل سعر كيلو البن السادة إلى 480 جنيهًا، بينما بلغ سعر كيلو البن المحوج 600 جنيه.
أسباب ارتفاع أسعار القهوة العالمية:
• الظروف المناخية القاسية: تعرضت البرازيل، أكبر منتج للقهوة في العالم، لموجات جفاف شديدة، مما أدى إلى تقليص محصولها بشكل كبير، كما شهدت فيتنام، أكبر مصدر لحبوب روبوستا، تقلبات مناخية أثرت سلبًا على إنتاجها.
• زيادة الطلب العالمي: شهدت الصين تحولًا في تفضيلاتها من الشاي إلى القهوة، مما أدى إلى زيادة كبيرة في الطلب على القهوة، وفي عام 2023، وصل الطلب الصيني إلى 5 ملايين كيس، مما جعلها سابع أكبر مستهلك للقهوة في العالم.
• ارتفاع تكاليف الإنتاج والنقل: تسببت الأزمات الجيوسياسية في زيادة تكاليف الشحن، مما أثر على أسعار القهوة.
• تأثيرات سلاسل الإمداد: أدت التحديات في سلاسل الإمداد إلى نقص في المعروض، مما ساهم في زيادة الأسعار.
نتيجةً لهذه العوامل، ارتفعت أسعار القهوة بشكل ملحوظ، على سبيل المثال، تجاوزت أسعار قهوة “الروبوستا” 5500 دولار للطن في عام 2024، وهو أعلى مستوى منذ نصف قرن، ومن المتوقع أن تستمر هذه الاتجاهات في عام 2025، مما قد يؤدي إلى مزيد من الارتفاعات في أسعار القهوة على مستوى العالم.
ارتفاع أسعار البن في مصر
شهدت أسعار القهوة في مصر ارتفاعًا ملحوظًا خلال عام 2024، وترجع هذه الزيادة إلى عدة عوامل، أبرزها:
• ارتفاع الأسعار العالمية: شهدت أسعار البن العالمية زيادة كبيرة، حيث ارتفعت أسعار حبوب الأرابيكا إلى 3.44 دولارًا للرطل، وهو أعلى مستوى لها في السنوات الأخيرة.
• التغيرات المناخية: تأثرت محاصيل البن في الدول المنتجة الرئيسية مثل البرازيل وفيتنام بتقلبات مناخية، مما أدى إلى نقص في المعروض وارتفاع الأسعار.
• زيادة تكاليف الشحن: أدت التحديات في سلاسل الإمداد إلى زيادة تكاليف الشحن، مما ساهم في ارتفاع أسعار البن في مصر.
توقع الخبراء استمرار هذه الزيادات في أسعار القهوة خلال عام 2025، نظرًا لاستمرار التحديات المناخية والاقتصادية على مستوى العالم.
زيادة أسعار القهوة في 2025
تشهد أسعار القهوة العالمية ارتفاعًا ملحوظًا في عام 2025، مدفوعةً بعدة عوامل رئيسية:
• تأثيرات تغير المناخ: تعاني الدول المنتجة الرئيسية مثل البرازيل وفيتنام من ظروف مناخية قاسية، مما يؤدي إلى تقليص المحاصيل وارتفاع الأسعار.
• زيادة الطلب العالمي: شهدت الصين تحولًا في تفضيلاتها من الشاي إلى القهوة، مما أدى إلى زيادة كبيرة في الطلب على القهوة.
• ارتفاع تكاليف الإنتاج والنقل: تسببت الأزمات الجيوسياسية في زيادة تكاليف الشحن، مما أثر على أسعار القهوة.
• زيادة تكاليف التداول: ارتفعت تكاليف تداول قهوة أرابيكا في بورصة نيويورك، مما ساهم في زيادة الأسعار.
أسعار القهوة عالميًا في فبراير 2025
شهدت أسعار القهوة العالمية ارتفاعًا ملحوظًا في فبراير 2025، حيث سجلت أسعار عقود القهوة في بورصة نيويورك مستويات قياسية، متجاوزةً 4.30 دولارًا للرطل، بسبب زيادة الطلب والظروف المناخية القاسية في مناطق الإنتاج الرئيسية مثل البرازيل.
وتوقعات السوق تشير إلى احتمال انخفاض أسعار قهوة أرابيكا بنسبة 30% بحلول نهاية عام 2025، نتيجة لتحسن الإمدادات من المنتجين الرئيسيين مثل البرازيل وفيتنام.
ومن المتوقع أن تنخفض أسعار قهوة روبوستا إلى 4200 دولار للطن بحلول نهاية عام 2025، بانخفاض 28% عن المستويات الحالية، بسبب تحسن الإمدادات من المنتجين الرئيسيين.
وتتأثر أسعار القهوة بعوامل متعددة، منها التغيرات المناخية، والطلب العالمي، وتكاليف الإنتاج، مما يجعلها عرضة للتقلبات المستمرة.
لماذا ارتفعت أسعار القهوة في مصر؟
شهدت أسعار القهوة في مصر ارتفاعًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، مما أثار قلق المستهلكين والتجار على حد سواء.
في هذا الشأن قالت شعبة البن إنه من المتوقع زيادة جديدة في أسعار البن خلال الفترة المقبلة، مشيرة إلى أن العوامل المناخية تلعب دورًا رئيسيًا في هذا الارتفاع.
وقالت شعبة المواد الغذائية باتحاد الغرف التجارية، إن أسعار الشاي والقهوة في مصر ارتفعت بنسبة مماثلة لانخفاض الجنيه أمام الدولار، مما أدى إلى زيادة تكلفة استيراد البن، موضحة أن بعض أنواع القهوة تخطت الـ900 جنيه للكيلو، وأن أسعار البن مرتبطة بالدولار، وكلما زاد سعره، ارتفعت تكلفة استيراد البن.
ارتفاع العقود الآجلة للقهوة:
ارتفعت العقود الآجلة للقهوة بشكل ملحوظ في بداية عام 2025، حيث تجاوزت الزيادة 30%، مما يعكس تزايد الضغط على أسواق البن العالمية.
وهذا الارتفاع يرجع إلى عدة عوامل هي:
• العوامل المناخية: التغيرات المناخية في دول مثل البرازيل، التي تعد من أكبر منتجي القهوة في العالم، أدت إلى تقليص المحاصيل بسبب الجفاف والطقس القاسي، مما تسبب في انخفاض المعروض وارتفاع الأسعار.
• الطلب المتزايد: في الوقت نفسه، يزداد الطلب على القهوة خاصة من الأسواق الآسيوية مثل الصين، حيث تحول العديد من المستهلكين من الشاي إلى القهوة، مما يعزز ضغط الطلب على الأسواق.
• التقلبات الاقتصادية: التقلبات في أسعار العملات، لا سيما الدولار، تؤثر بشكل كبير على تكلفة استيراد البن، مما يزيد من الضغط على الأسعار في الأسواق العالمية.
• التوترات الجيوسياسية: التوترات في بعض البلدان المنتجة، مثل كولومبيا، قد تؤثر على صادرات البن، مما يؤدي إلى زيادة الأسعار في الأسواق الدولية.
فهذه العوامل مجتمعة جعلت من المتوقع أن تستمر العقود الآجلة للقهوة في الارتفاع خلال عام 2025، ما يزيد من الأعباء على المستهلكين في الأسواق العالمية.