الرئيسيةعرب-وعالم

مصر تفتح أبوابها للأسرى المحررين

وصل 8 أسرى فلسطينيين محررين مساء أمس- السبت- إلى القاهرة، بعد قرار إبعادهم خارج فلسطين، ضمن الدفعة الرابعة من المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى بين المقاومة والاحتلال.

وكانوا قد وصلوا معبر رفح في ساعة متأخرة من اليوم، وجرى نقلهم بعد استقبالهم، وإجراء الفحوص اللازمة لهم.

وفي ذلك قال الأستاذ “أشرف أبو الهول”- الصحفي المتخصص في الشأن الفلسطيني ومدير تحرير جريدة الأهرام- في تصريحات خاصة لليوم: “وفقا لاتفاق تبادل الأسرى، اشترطت إسرائيل إبعاد مجموعة من الأسرى خارج الضفة الغربية وفلسطين المحتلة، إما بنقلهم إلى غزة أو بإبعادهم إلى الخارج”.

وحول وجودهم في مصر، أضاف: “وقد طلب جميع الأسرى المبعدين السفر إلى مصر، ليسافروا منها إلى دول أخرى، حسب اختيارهم وترتيباتهم، حيث سيسافر بعضهم لاسيما الأسرى المقدسيين إلى تركيا، والبعض الأخر إلى قطر، فيما اختارت مجموعة منهم السفر إلى الجزائر وأخرى إلى تونس”.

وتابع: “لكن ذلك لم يتم تحديده بشكل قاطع، لأن بعضهم كان يعيش بالخارج قبل عودتهم فلسطين مع السلطة الفلسطينية، إء أن منهم من كان يعيش في تونس أو الجزائر، ولهم أقارب وأصدقاء في تلك البلاد؛ كذلك خرجت أسر بعض الأسرى قبلهم من فلسطين، ليكونوا في استقبالهم بالخارج، وينتظر بعضهم وصول أهله من الضفة الغربية ممن لم يتمكنوا من السفر قبل إطلاق سراح أسراهم، ليلتقي بهم في مصر قبل أن يسافر إلى أي بلد آخر”.

وأكد وجودهم في مصر حتى تحديد خطواتهم المقبلة، وأن “مصر رحبت بهم باستقبال لائق، واحتفت بهم الجالية الفلسطينية في مصر، وكذلك فعلت النقابات والمؤسسات المصرية، بيد أنه من المرجح أن يغادر عدد منهم خلال أسبوعين على الأرجح للبلاد التي يريدون الانتقال إليها”.

وأوضح “أبو الهول” أن قرار الخروج من مصر لبلد آخر هو قرار الأسرى أنفسهم، لارتباط بعضهم بالبلاد التي ينوون الخروج إليها، فقال: “بعض أولئك الأسرى كانوا يعيشون في دول أخرى ولديهم أسر وأصدقاء وأقارب فيها، لكن الصورة لم تتضح بعد في هذا الصدد، ولا نعلم إن كان أحدهم سيستقر في مصر أم لا، لأن الإجراءات المتعلقة بتحركهم وانتقالهم وسفرهم لم يبدأ أحدهم فيها إلا حين خرج من فلسطين”.

وأضاف: “هناك مجموعة من أولئك الأسرى مرتبطة بحماس، وتقول المعلومات حولهم أنهم يرغبون في الانتقال إلى تركيا، ومعظم من الأسرى المقدسيين، لكن كل تلك المعلومات مجرد تسريبات لم يتم الجزم بها، وكذلك لا تتوفر فيها بيانات وأرقام قاطعة”.

يذكر أنه تم الإفراج في تلك الدفعة عن 182 أسيرًا في تلك الدفعة، بينهم 111 محررًا من غزة معتقل بعد 7 أكتوبر 2023، و18 آخرين من أصحاب المؤبدات، و54 من أصحاب الأحكام العالية، وقد تم استبعاد الأسرى الثمانية من بينهم إلى مصر.

الرعاية الطبية

الأسرى الثمانية المبعدون ضمن تلك الدفعة هم الفوج الثاني الذي يتم إبعاده إلى مصر، حيث سبقهم وصول 70 محررًا إلى القاهرة السبت الماضي، تم نقلهم بالطيران بعد استقبالهم في معبر رفح وإجراء الفحوص الطبية اللازمة لهم.

وكانت عناصر أمن الاحتلال قد اعتدت عليهم في السجون حتى اللحظات الأخيرة قبل إخراجهم منها، وذلك حسب شهادات الأسرى أنفسهم لوسائل الإعلام.

وقد علق “أبو الهول” في تصريحاته لليوم على ذلك، فقال: “الاعتداءات جزء من السلوك الإسرائيلي، فالإسرائيليون دائمًا ما يعانوا من التوتر ناحية تحرير الأسرى، إذ يرفضون أن يبدي الأسرى أي مظاهر للاحتفال، حتى ولو كان ذلك برفع الأيدي بعلامة النصر، ومن ثم تتعامل سلطات السجون الإسرائيلية بشكل سيء جدا مع الأسرى الفلسطينيين”.

وروى شهادته عما حدث في استقبالهم- الأسبوع الماضي- في الجانب المصري من المعبر، فقال: “دخلت حافلتان مصريتان لنقل الدفعة الأولى منهم من معبر كرم أبو سالم، وكانت توقعاتنا بأن الحافلات ستتوجه مباشرة إلى القاهرة، وكان المحررين يرتدون زي السجون الإسرائيلية، الذي هو عبارة حلة رياضية رمادية اللون (ترننج)، فقررت عناصر الأمن المصري المرافقة لهم أن تدخلهم استراحة في معبر رفح قبل نقلهم للقاهرة، ليتناولوا وجبة الغداء ويبدلون ملابسهم ويوقع عليهم الفحص الطبي”.

وتابع: “وهو ما تم بالفعل حيث أجريت لهم فحوص طبية شاملة، تحت إشراف بعثة طبية من وزارة الصحة والإسعاف دخلت إليهم الاستراحة، ثم أبدلوا ملابسهم بملابس مدنية، وأخذوا قسط من الراحة، ونظم استقبال يليق بهم داخلها، ثم استقبلتهم قيادات الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حماس في القاهرة، وتم توزيعهم على فنادق؛ ومنذ وصولهم القاهرة يتم إكمال الفحوص الطبية لمن تستدعي حالته ذلك، كما يتم تقديم الخدمات العلاجية والطبية والدوائية لمن يحتاجها منهم”.

أين يقيمون؟

مع وصول الدفعة الثانية من الأسرى، والحديث عن وصول أهالي البعض، وانتظار وصول أهالي البعض الأخر، كان السؤال عن أماكن إقامتهم في القاهرة.

وقد أجاب “أبو الهول” عن ذلك، قائلًا: “الأسرى الموجودين لم يقرروا الاستقرار بمصر ليخصص لهم سكن، فكثير منهم لم يفكر من قبل في أمر الاستقرار والسكن مع الأحكام المشددة للغاية التي كانت عليه، والتعنت الإسرائيلي في الإفراج عن بعضهم، ومن هنا يحتاج كل منهم للنقاهة ليرى الحياة من حوله، ويقابل أهله وذويه قبل أن يقرر ماذا سيفعل؟ أما عن وجودهم الآن، فقد وفرت لهم الدولة المصرية استضافة كاملة في فنادق فاخرة”.

وعن المدة المتاحة أمام كل أسير لاتخاذ قرار البقاء أو السفر، قال: “الحكومة المصرية تركت لهم كامل الحرية في اتخاذ قرار السفر أو البقاء، إنما ما وصلنا من معلومات كانت تسريبات عن تواصل فلان مع تركيا أو غيره مع قطر، أو طلب قيادة إحدى الفصائل سفر أسير أو أكثر إليها في بلد آخر، كما أنه على طول دفعات المرحلة الأولى ستدخل دفعات أخرى من الأسرى إلى مصر، ومن هنا لا تتوفر معلومات قاطعة بشأن مدة بقائهم في مصر”.

وحول العدد الإجمالي للأسرى المنتظر دخولهم إلى مصر خلال المرحلة الأولى من الصفقة، قال: “لم تتضح تلك المعلومة أيضا لأن الاحتلال يقرر إبعاد عدد من الأسماء، لكنه لا يقرر وجهتهم، إنما يخضع ذلك لاختيار كل أسير وجهته، حيث يخير بين الإبعاد إلى غزة أو إلى مصر أو منها إلى بلد آخر، وهناك بعض الأسرى يقررون الخروج إلى مصر في آخر لحظة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights