فن

منذر رياحنة يتألق في حلقة الزلاقة من “سيوف العرب”

كتبت- مرثا مرجان

استطاع منذر رياحنة ينجح كسر القاعدة في مسلسل “سيوف العرب”، حين يرتدي عباءة يوسف بن تاشفين، لا كقائد مسلم، بل كإنسان يوازن بين السيف والروح، بين الصرامة والسكينة.

لم يعتمد على المبالغة ولا على الأداء الاستعراضي، بل صاغ شخصية يحكمها الهدوء الإستراتيجي، السكينة الروحية، والحسم.

أداء يعلو فوق التمثيل التقليدي

ما قدّمه رياحنة يتجاوز التقمّص الظاهري للشخصية التاريخية، ليقدّم قراءة داخلية عميقة لبن تاشفين: قائد عسكري، متصوّف زاهد، وإنسان ممسوس بالروحانية.

ظهر رياحنة كمن وُلد ليمتشق السيف. وزّع حضوره الجسدي والنفسي بوعي دقيق، مُمسكًا بالسلاح دون انفعال زائد، ولا تصنّع في الحركة مع إبراز هيبة القائد.

مشهد لا يُنسى

بلغ الأداء ذروته في مشهد ما بعد الانتصار، بعيون دامعة، وملامح خاشعة، رسم رياحنة لحظة تجلٍ نادرة، لم يحتج فيها إلى كلمة واحدة، كانت دموعه صلاة داخلية، جسّدت القرب الصوفي من الله، وبكينا معه لا لأجل المشهد بل لصدق التجربة.

تجسيد درامي لتحوّلات الزمن

تحدٍّ آخر واجهه رياحنة ببراعة، وهو رسم تطوّر الشخصية عبر المراحل العمرية. من القائد الشاب إلى الشيخ الوقور، تطوّر الصوت والنظرة والحركة بشكل عضوي سلس. لم يحتج إلى شرح مباشر، بل أوصل تحوّلات الشخصية بلغة الجسد والبصيرة.

إخراج يمنح الشخصية أبعادها

يعود جزء كبير من نجاح رياحنة إلى قيادة المخرج سامر جبر، الذي أدرك عمق الأداء ومنحه المساحة الكافية للتمدد، وبتوظيف ذكي للإضاءة واللقطات القريبة، جعل من كل تغيّر نفسي مشهدًا بصريًا محسوسًا، المعارك لم تكن مجرد صراع على الأرض، بل صراع في القيم والروح.

مسلسل سيوف العرب يجمع نُخبة من نجوم الوطن العربي أمثال سلوم حداد، باسم ياخور، وجمال سليمان، من إنتاج المؤسسة القطرية للإعلام، وإخراج سامر جبر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights