محافظات

من المدرسة إلى بيع الأنابيب.. سيدة شرقاوية تقهر الظروف من أجل شقيقتها

كتبت خلود سعودي

قصص كفاح سيدات الشرقية لا تنتهي، نحن الآن أمام قصة كفاح من نوع خاص ربما لم تسمع قصة مثلها، إنها السيدة “شربات” تعمل معلمة في الأزهر الشريف صباحا، ثم تذهب لبيع الأنابيب في المساء، من أجل مساعدة شقيقتها.

السيدة شربات

“شربات” سيدة في العقد الخامس من عمرها، توفي والدها ووالدتها في سن صغير وتحديدا في سن ال 15 عاما، وتركوا لها مسؤولية 5 بنات، فلم تجد أمامها سوى العمل لكي توفر لقمة عيش هنية لها ولأخواتها وأصبحت العائل الوحيد للأسرة، فاتجهت إلى بيع أسطوانات الغاز في شوارع قريتها السعديين التابعة لمركز منيا القمح.

السيدة شربات وشقيقتها مع محررة اليوم

سنوات من الكفاح والشقاء مرت على السيدة شربات حتى ساعدت كل أخواتها في الزواج، والتحقت بكلية العلوم الشرعية، وحصلت على تقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف، وأصبحت من أفضل معلمات الأزهر الشريف على مستوى محافظة الشرقية، بالرغم من كل هذه التحديات والظروف الصعبة.

بعد أن أدت رسالتها وزوجت أخواتها كلهن، اكتفت بمهنة التدريس وتركت العمل في بيع أسطوانات الغاز، إلا أن الراحة لم تكن حليفتها، فسرعان ما انفصلت إحدى أخواتها من زوجها بعد أن أنجبت منه طفلا، وليس لها وظيفة، فجلست بجوار شقيقتها لكي تساعدها في تربية طفلها.

 

مساعدة شقيقتها الصغرى كان الهدف الأكبر لعودة السيدة شربات لبيع أسطوانات الغاز لكي توفر عائد يومي يساعدها على المعيشة، وذلك لأن راتبها لم يتحمل كل هذه النفقات.

 

وتقول السيدة شربات لليوم” بصحى من النوم بعد الفجر، أذهب إلى المدرسة محل عملي في قريتي السعديين، ثم أقوم بشراء الأنابيب وأسير في شوارع القرية بحثا عن الرزق، والحمد لله ناس كتير بتشتري مني، وأنا واجهت صعوبات كتير جدا خاصة التنمر، في ناس كتير بتستغرب إني بسوق تروسيكل وببيع أنابيب، خاصة لأننا في مجتمع ريفي يستنكر بعض المهن للسيدات وخاصة مهن الرجال، ولكنني تحملت المسؤولية من صغري وأحاول تلاشي كلام الناس”.

وأضافت” احنا 5 أخوات بنات ومفيش لينا أخ يساعدنا، علمت أخواتي وجوزتهم، واكتفيت بالراتب بتاعي ولكن أختي انفصلت عن زوجها وليس لها وظيفة فكان لزاما علي أن أساعدها في العمل لكي توفر لقمة عيش هنية لها ولطفلها بعد أن تركها زوجها”.

تتمتع السيدة شربات بسيرة طيبة بين أهالي قرية السعديين نظرا لأخلاقها وتفانيها في العمل، فلم تستسلم يوما للتحديات، بل واصلت العمل ليلا ونهارا من أجل أخواتها، وعاشت دور الرجال من أجل شقيقاتها الخمس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights