الرئيسيةفن

من ميلانو إلى القاهرة.. جريدة “اليوم” ترصد قصة نجاح “مدرسة نجيب محفوظ” في إيطاليا

حوار- مرثا مرجان

في قلب مدينة ميلانو الإيطالية، تقف مدرسة “نجيب محفوظ” المصرية كصرح تربوي وثقافي فريد من نوعه، يجمع بين عبق الهوية المصرية وحداثة التعليم الأوروبي.

مدرسة “نجيب محفوظ” نموذج حي للتعايش الحضاري، والاجتماعي والثقافي تسهم في بناء جسور التواصل بين الشرق والغرب، وترسخ لمفهوم التعليم كقوة ناعمة في التعايش والمزح بين الحضارات، حرصت أيضا على التعاون مع أكاديمية الفنون المصرية بروما لكونها المنارة المصرية والعربية للفن والثقافة في أوربا.   

حاورت جريدة “اليوم” محمود عثمان، رئيس مجلس إدارة مدرسة “نجيب محفوظ” لنتعرف على هذه التجربة الفريدة في واحدة من أهم دول أوروبا.

ما الذي دفعك إلى تأسيس مدرسة نجيب محفوظ المصرية في إيطاليا؟

الدافع الأساسي كان تلبية الحاجة الملحة لأبناء الجالية المصرية والعربية لتعليم يجمع بين الحفاظ على الهوية، وفي الوقت نفسه يساعدهم على الاندماج في المجتمع الإيطالي، لاحظنا وجود فجوة حقيقية في هذا النوع من التعليم، فقررنا أن نملأها بمشروع وطني تربوي حقيقي.

كيف كانت البداية وما أبرز التحديات التي واجهتها؟

البداية لم تكن سهلة، فقد بدأنا عام 2005 بخطوات بسيطة، ومع عام 2006 حصلنا على التصريح الرسمي. التحديات كانت كثيرة، أهمها الإجراءات القانونية المعقدة للحصول على الاعتماد من وزارتي التعليم المصرية والإيطالية، إلى جانب بناء ثقة المجتمعين، المصري والإيطالي، في مشروع لم يكن له مثيل بأوروبا في ذلك الوقت.

لماذا اخترت اسم “نجيب محفوظ” تحديدًا؟

لأن نجيب محفوظ رمز للثقافة المصرية والعربية، وصاحب مشروع فكري وإنساني عالمي. أردنا أن نحمل اسمه تكريمًا له، ولغرس قيمة الأدب والهوية في أذهان أبنائنا، الاسم بحد ذاته رسالة، بأن التعليم لا يُفصل عن الثقافة.

ما هي الرؤية والرسالة التي تسعى المدرسة لتحقيقها؟

رؤيتنا هي إعداد جيل مزدوج الثقافة، معتز بجذوره المصرية، وقادر على النجاح والاندماج في المجتمع الأوروبي. ورسالتنا هي تقديم تعليم ثنائي المنهج (مصري–إيطالي) بجودة عالية، مع الحفاظ على اللغة العربية، وتقديم نموذج للتعايش الحضاري والثقافي.

هل يقتصر القبول على أبناء الجالية المصرية؟

أبوابنا مفتوحة لكل الجنسيات، بشرط وجود إقامة رسمية في إيطاليا، لدينا طلاب من السعودية، المغرب، بلجيكا، وغيرهم، المدرسة نالت ثقة العديد من الأسر العربية والأجنبية المهتمة بتعليم أولادهم ثقافة ولغات آخرى إلى جانب الإيطالية.

هل تعتمدون على المنهج المصري كاملاً؟

نُدرس المنهج المصري كاملًا من الصف الأول الابتدائي حتى الصف الثاني الثانوي، بالإضافة إلى المنهج الإيطالي، الطالب يحصل على شهادتين معتمدتين بنهاية العام، واحدة من وزارة التعليم المصرية وأخرى من نظيرتها الإيطالية.

كيف يتم التعامل مع الفروق اللغوية والثقافية لدى الطلاب؟

نعتمد على أساليب تعليمية مرنة، ونوفر دعمًا لغويًا خاصًا لمن يحتاج، سواء بالعربية أو الإيطالية، نؤمن بأن التعددية الثقافية مصدر قوة، لذلك نغرس قيم التسامح والتفاهم منذ اليوم الأول.

ما مدى التعاون مع وزارة التربية والتعليم المصرية أو السفارة المصرية في إيطاليا؟

التعاون كبير جدًا، الامتحانات تتم بإشراف مباشر من الوزارة، والشهادات تعتمد من السفارة والقنصلية المصرية، ولدينا تواصل دائم مع المكتب الثقافي المصري لمواكبة أي تحديثات تعليمية.

هل تنظم المدرسة فعاليات ثقافية وفنية مع الجاليات المختلفة؟

نحرص على تنظيم فعاليات واحتفالات وطنية ودينية بشكل منتظم، ونشارك في المناسبات الإيطالية المحلية، هذه الفعاليات تعزز التفاهم بين الجاليات، وتفتح قنوات تواصل حقيقية بين الثقافات.

نظمت المدرسة مؤخرًا معرض كاريكاتير فني احتفاءً بالأديب العالمي نجيب محفوظ، والذي تحمل المدرسة اسمه وذلك بالتعاون مع الأكاديمية المصرية للفنون بروما، ضمن مبادرة “محفوظ في القلب.. لعزة الهوية المصرية” التي أطلقتها وزارة الثقافة المصرية.

ما أبرز الإنجازات التي حققتها المدرسة حتى الآن؟

أبرز إنجاز هو أننا أصبحنا أول مدرسة مصرية رسمية معتمدة في أوروبا، نجحنا في تعليم مئات الطلاب، بعضهم أصبحوا أطباء ومهندسين وإعلاميين في مصر وإيطاليا.

كما ساهمنا في التوظيف داخل الجالية، وساعدنا أكثر من 500 أسرة خلال جائحة كورونا، مما جعل المدرسة مركزًا للثقة والتقدير في المجتمع الإيطالي.

كيف ترى مستقبل التعليم المصري في الخارج؟

أراه واعدًا جدًا، الدعم المستمر من الدولة المصرية، الجاليات المصرية في الخارج تتزايد، وتحتاج إلى مؤسسات تعليمية تُحافظ على هويتهم وتدعم اندماجهم، وهذه المدارس يمكن أن تكون أذرع ثقافية لمصر في أوروبا والعالم.

من هو مثلك الأعلى في مجال التعليم؟

مثلي الأعلى هو الدكتور طه حسين، لأنه آمن بأن التعليم هو حق للجميع، وأنه وسيلة للتحرر والتنوير، واستطاع التعبير عن المجتمع المصري بعمق، وهو ما نسعى لزرعه في طلابنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights