نميري شومان يكتب الكبار وحدهم يصنعون السلام… اتفاق غزة برعاية مصرية

بينما اكتفى العالم بالتنديد، وانشغلت العواصم بتسجيل المواقف، تحركت مصر وحدها بثقل الدولة وتاريخها، لتفعل ما عجز عنه الآخرون صناعة اتفاق حقيقي يُعيد الأمل إلى غزة.
في مشهد عربي وإقليمي مرتبك، وقفت القاهرة كعادتها ثابتة، مبادرة، وحاضنة للقضية الفلسطينية، لتنتزع اتفاق غزة من بين ركام الانقسام، وتفتح نافذة أمل في جدار طال ظلامه.
لم تنتظر مصر إذنًا، ولم تحتج إلى “ضوء أخضر”، بل قررت أن تتحرك انطلاقًا من مسؤوليتها التاريخية والإنسانية، وتاريخها الممتد في دعم القضية الفلسطينية منذ بدايتها وحتى الآن.
وفي لحظة كان فيها الصمت هو الرد العالمي، اختارت القاهرة أن تتكلم بلغة الفعل، لا الخطاب. بلغة السلام الحقيقي، لا المبادرات الموسمية.
الاتفاق الذي رعته أجهزة الدولة المصرية بين الفصائل الفلسطينية، لا يُعد مجرد وثيقة سياسية، بل هو إحياء لمسار طويل من المصالحة، ومحاولة صادقة لرأب الصدع الفلسطيني – الفلسطيني، ووقف نزيف الدم في غزة، وإعادة بناء الثقة بين الأطراف.
الاتفاق يتضمن وقف إطلاق النار، ترتيبات لإعادة إعمار القطاع، وتفعيل جهود المصالحة السياسية، بما يعيد الحياة لملايين الفلسطينيين المحاصرين في القطاع، ويُعيد للقضية زخمها بعد سنوات من الانقسام والتآكل.
رغم صعوبة المرحلة وتعقيدات المشهد، يبقى هذا الاتفاق بارقة أمل حقيقية، وخطوة أولى نحو استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، لكنه يتطلب دعمًا عربيًا ودوليًا لتثبيت ركائزه وضمان استمراره. فالقاهرة لم تبحث عن مجد دبلوماسي ولا عن دور استعراضي، بل أعادت التأكيد على معادلة واضحة
أن من يملك الإرادة، يملك التأثير… وأن الكبار وحدهم يصنعون السلام.