نميري شومان يكتب : ساد السلام وتكلمت مصر فأنصت العالم.

في مدينة السلام شرم الشيخ حيث تلامس الجبال الزرقاء سواحل البحر الأحمر وحيث تلتقي الحضارات وتتشابك الأيادي، شهد العالم مشهدًا سيظل حاضرًا في ذاكرة التاريخ مصر تحتضن اتفاقية سلام جديدة تؤكد مجددًا دورها الثابت كركيزة استقرار في منطقة تموج بالأزمات.
ليست هذه المرة الأولى التي تفتح فيها مصر ذراعيها للسلام، فقد كانت دائمًا صوت العقل في زمن الصراعات وراعية للتقارب حين تتعثر لغة الحوار. واليوم من شرم الشيخ المدينة التي أصبحت رمزًا عالميًا للتعايش والأمن، تنبعث رسالة أمل جديدة تؤكد أن السلام ممكن إذا خلصت النوايا وتوفرت الإرادة.
ما جرى على أرض مصر الطيبة ليس مجرد توقيع على ورق بل هو تجسيد حيّ لسياسة مصر الحكيمة، التي توازن بين حماية مصالحها الوطنية، والحفاظ على أمن واستقرار محيطها الإقليمي. لقد لعبت القاهرة دور الوسيط النزيه وصاحبة الكلمة المسموعة فكان أن اجتمعت الأطراف المختلفة تحت مظلتها لتفتح صفحة جديدة، تتجاوز الألم والدمار نحو البناء والشراكة.
هذه اللحظة ليست فقط انتصارًا للدبلوماسية بل انتصار للإنسانية جمعاء. أن يُكتب السلام على أرض مصر فهذا يعني أن الأمل لا يزال حيًا وأن العقل لا يزال يعلو على صوت السلاح.
وستذكر الأجيال القادمة أن مصر التي علمت البشرية معنى الحضارة منذ آلاف السنين لا تزال حتى اليوم، تُعلّم العالم كيف يصنع السلام، وكيف تُبنى العلاقات على أساس من الاحترام والعدالة.
ففي شرم الشيخ… ساد السلام، وتكلمت مصر، فأنصت العالم.