هل تنتصر إسرائيل؟ بقلم: محمد كامل العيادي

ما زالت المؤامرات تُحاك من قِبل الصهاينة ضد المسلمين، ويحيط بها الغموض والألغاز في نظر الكثيرين، ممّا يسمح للمجرم والجاني بالتمادي دون رادع، في ظلّ تجلّي أهدافه الخبيثة. وكما حدث سابقًا في تفجير مركز التجارة العالمي في سبتمبر 2001، والذي اكتنفه الكثير من الملابسات والتعتيم الإعلامي الشديد لإخفاء حقيقة الأمر والجهات التي تقف وراء هذه المسرحية الإجرامية وأهدافها.
إنّ ما قامت به إسرائيل من ضرب لدولة قطر ليس بهدف اغتيال قادة حماس فحسب، بل لأهداف أوسع وأشمل ممّا يتوقعه أيّ عربي.
بكل وضوح ندرك أن الشؤون الدولية لا تزال تُدار من قبل جماعات صهيونية، شئنا أم أبينا. وللتأكد من ذلك، يكفي أن ننظر إلى النخبة الأمريكية المؤثرة، من كتّاب وصحفيين وغيرهم، الذين لعبوا دورًا كبيرًا في التأثير على الرأي العام العالمي عبر وسائل الإعلام المختلفة، وتحديدًا فيما يتعلق بأحداث 11 سبتمبر.
لقد تم اتهام العرب بالإرهاب وتمويل تلك العملية، ولكن لو أمعنا النظر، لتبين لنا أنها كانت مؤامرة مُحكمة التنفيذ. فمن غير المعقول أن يحدث اختراق أمني بهذا الحجم في دولة كالولايات المتحدة، وأن تُضرب في عقر دارها، وتتعطل أنظمة دفاعها، مما أدى إلى تدمير منشآت حيوية واستراتيجية في أكثر مدنها تحصينًا.
لا يمكن لعقل سليم أن يتقبل مثل هذا السيناريو ببساطة. كيف يمكن اختطاف أربع طائرات والتحليق بها في سماء أمريكا لأكثر من ساعة دون أن تعترضها الدفاعات الأمريكية؟ يبدو الأمر وكأنه مشهد من فيلم أكشن هوليوودي
وفقًا لما يُزعم، يعمل الصهاينة بجدية منذ عام 1776م، بناءً على خطة “وايزهاوبت” التي تهدف إلى السيطرة على العالم.
ومنذ ذلك الحين، شهد العالم ثورات وحروبًا عديدة، بما في ذلك الثورة الإنجليزية (1640-1660م) التي عانت منها إنجلترا لمدة عشرين عامًا، والثورة الفرنسية عام 1789م، والثورة الأمريكية (1775-1783م)، والثورة الروسية عام 1917م، والحربان العالميتان الأولى والثانية، بالإضافة إلى الثورات العربية.
وعلى الرغم من ذلك، ينسب إليهم البعض مبادرات ظاهرها إنساني، مثل توفير فرص الابتعاث للطلاب العرب إلى أوروبا بهدف إكمال دراستهم واكتساب الطلاقة في اللغة الإنجليزية، مما يفتح لهم آفاقًا أوسع في سوق العمل، ولكن هذه البعثات تهدف إلى تدريب الطلاب على مفهوم الأممية والعيش تحت حكومة عالمية واحدة، سعيًا للتخلص من الكوارث والحروب المدمرة وتحقيق التعايش السلمي بين الشعوب.
وهذا، يثير التساؤل: كيف يدعون إلى ذلك بينما يحاربون فكرة الخلافة الإسلامية؟ رغم أن الخلافة الإسلامية تحمل فكرة مماثلة، بل أوسع نطاقًا، لأنها تستند إلى أسس عقدية تنادي بالمساواة وحفظ الحقوق.
إن ما حدث في قطر من ضرب إسرائيل لها، ليس إلا بضوء أخضر من الجماعات النورانية التي تحكم العالم حاليًا وتؤثر في الرأي العام الأمريكي. هذا الأمر ليس عشوائيًا أو قرارًا فرديًا، بل هو إشارة واضحة، للأسف الشديد، لإطلاق يد إسرائيل وتطمينها بدعم الولايات المتحدة الأمريكية لها بالمال المنهوب والسلاح الحديث، وذلك بهدف السيطرة الكاملة على فلسطين، بما فيها غزة، وتنفيذ خطة التهجير القسري للفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء. ومع إدراك اليهود لرفض مصر لهذا المخطط، يُتوقع نشوب حرب طاحنة قد تطول مدتها، ربما تقارب مدة الحرب مع حماس. وعندها، بإذن الله، ستنتهي إسرائيل مع قرب انتهاء المهلة المحددة لها، وبذلك تسقط نبوءة “وايزهاوبت”، وتتلاشى معها دولتهم المزعومة من النيل إلى الفرات، ويبقى النيل والفرات يجريان في شرايين المسلمين.