الرئيسيةعرب-وعالم

“هواء مدينة غزة غير”… آلاف النازحين يعودون لديارهم بغزة

تقرير: مروة محي الدين

“هواء مدينة غزة غير”.. هكذا وصف سكان غزة عودتهم إليها، التي بدأت ما إن أعلن جيش الاحتلال إكمال انسحابه إلى النقاط المتفق عليها في المرحلة الأولى، ليبدأ رسميا سريان وقف إطلاق النار، بعد عامين من حرب الإبادة الجماعية، التي شنها الاحتلال على القطاع.

حج ثانٍ

بدأ عشرات الآلاف من النازحين في العودة إلى منازلهم، مهرولين من الفرحة في مشهد يعيد للأذهان مشهد عودتهم في يناير الماضي، مع الهدنة التي أعلنها الرئيس الأميركي السابق “جو بايدن”، وشبهها محللون بيوم “الحج الأكبر”، ولم تلبث قوات الاحتلال أن تستأنف عدوانها في 18 مارس الماضي، حتى عاد العائدين لدبارهم إلى النزوح من جدبد.

مدينة غزة كان لها النصيب الأكبر في العودة الفورية للنازحين، الذين هجرهم الاحتلال منها قسرًا، ليواجههم الدمار الهائل الذي خلفه جيش الاحتلال في عموم مناطق القطاع. هذا الدمار الذي تجلى في أقسى صوره، في مدينة غزة، وتحديدا في شارع الجلاء، الذي يعد أهم شوارع المدينة.

عاد سكان مدينة غزة عبر شارع الرشيد عدوا، بعد وقوفهم عليه لساعات طويلة ينتظرون بدء تنفيذ وقف إطلاق النار، وكأنهم لا يطيقون الابتعاد أكثر من ذلك، حتى وصفت وسائل إعلام فلسطينية عودتهم بقول: “طلوا الفرسان”..

وكان لخانيونس نصيبا من عودة النازحين إلى بيوتهم، التي لم تنج من الدمار الشمل، لكنهم فضلوا العودة إليها أيا كان حالها، لكن الدمار لم يمنع فرحة النازحين بالعودة لموطنهم، حتى قال طفل فلسطيني- عاد لمنزل في مدينة غزة فوجده ركاما: “نحن شعب الجبارين”، تأكيدا لقيتهم تحدي الدمار نفسه.

انسحاب جيش الاحتلال 

بدأ جيش الاحتلال انسحابه من مناطق القطاع منذ فجر اليوم، إلى الخط الذي ينص عليه اتفاق وقف إطلاق النار. فانسحب لواء جولاني، ولواء المدفعية 188، ثم انسحب جنود لواء بيسلح وهم يركضون هربا من غزة- حسب وسائل الإعلام العبري.

كما كان لواء “أعقاب الفولاذ- 401” المدرع الأسبق في الخروج من قطاع غزة، حيث أتم انسحابه ليلة أمس، كما انسحب بعده لواء ناحال أمس أيضا، فيما واصل جيش الاحتلال نشر صور ومقاطع فيديو توثق عملية الانسحاب، كما وثق الإعلام العبري مشاهد انسحاب دبابات الجيش من القطاع.

لكنه غي انسحابه، لم ينس أن يترك آلات القتل في شوارع القطاع، ففي حي الصبرة جنوبي مدينة غزة، رصد صحفيون فلسطينيون ترك الاحتلال مدرعة مفخخة أو روبوت مفخخ- كما يسميه أهل القطاع، كان الاحتلال يزرعها ويفرجها بالتحكم عن بعد.

ومع إتمام الانسحاب الكامل، أعلن جيش الاحتلال عبر قنواته الرسمية، ظهر اليوم- الجمعة، بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار.

الجمعة الأولى

بدأ سريان الاتفاق مع توقيت صلاة الجمعة، ليؤدها آلاف المصلين في شوارع القطاع، إذ أنها الجمعة الأولى بعد إعلان انتهاء حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ عامين؛ وهو ما وضعه بعض الشباب في مخيم النصيرات في الحسبان، فسارعوا إلى مسجد الشهداء في المخيم، وقاموا بتنظيفه بعد عامين من الإغلاق بسبب الحرب، لتقام فيه صلاة الجمعة الأولى.

الملحق الإنساني 

 

ضمن قصة العودة، كشفت إذاعة جيش الاحتلال اليوم للمرة الأولى عن الملحق الإنساني للاتفاق، الذي نص على السماح لأهالي غزة الذين غادروها للخارج بالعودة عبر معبر رفح، بحيث تبدأ العودة مباشرة، عقب التوصل إلى آلية تنسيق مع الجانب المصري، يتحدد على أساسها: المعايير، والأعداد، وآلية العملية بأكملها.

كما سيسمح للشاحنات بحرية الحركة من جنوب القطاع إلى شماله، عبر محوري: صلاح الدين والرشيد؛ فتدخل 600 شاحنة مساعدات يوميًا عبر الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية المعتمدة، والقطاع الخاص؛ وتحمل أطعمة ومواد غذائية، ومعدات طبية، ولوازم للملاجئ، ووقود، وغاز للطهي.

كما يسمح لسكان غزة الراغبين في الخروج إلى مصر، بعد موافقة الاحتلال، طبقا لآلية اتفاق يناير 2025، وتحت إشراف بعثة الاتحاد الأوروبي وتفتيشها، دون قيود على أعداد الخارجين.

تأمين العائدين

أعلن جهاز الشرطة في غزة بدء انتشار عناصره، في جميع المناطق التي انسحب منها الاحتلال، في جميع مناطق القطاع، للاضكلاع بواجبهم الوطني في خدمة المواطنين وحمايتهم، الحفاظ عل  الممتلكات العامة والخاصة.

وأهاب بالمواطنين الحذر من الأجسام المشبوهة التي يتركها الاحتلال، حيث تحتوي مخلفات وعناصر خطرة، وقنابل لم تنفجر، وناشدهم عدم المساس بها بأي حال، وسرعة إبلاغ الجهات المختصة لحظة اكتشفها، للقيام بواجبها في إزالة الخطر بطريقة آمنة.

وبعث بتحية لجموع الصاندين في محافظات قطاع غزة كافة، وكما أعرب عن خالص أمنياته للجرحى والمرضى بالشفاء العاجل، وللأسرى بنيل الحرية، واطلق دعوات الرحمة على أرواح الشهداء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights