اللواء علي حفظي: الشرق الأوسط في قلب إعادة رسم الخرائط العالمية بعد ترامب

كتبت :رشا خميس
في حوار مع اللواء علي حفظي، مساعد وزير الدفاع الأسبق ومحافظ شمال سيناء السابق، يناقش التحولات العالمية بعد مجيء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ما هو مصير الشرق الأوسط؟ وما التغيرات المنتظرة في العلاقات الدولية؟ وكيف سيكون الدور الأمريكي والإسرائيلي في هذه المعادلة؟
كيف ترى المشهد العالمي بعد قدوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؟
العالم يدخل مرحلة جديدة تتسم بالتغيير وإعادة ترتيب الأولويات الدولية. يمكن تلخيص هذه المرحلة بثلاث خطوات: التصعيد، التهدئة، ثم تطبيق الاستراتيجيات الأمريكية الجديدة. هذا التحول يظهر بوضوح في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، حيث ستتحول المواجهة العسكرية إلى مرحلة تفاوضية، مع استمرار الضغوط الاقتصادية على الصين وافتعال أزمات جديدة في الشرق الأقصى. أما أوروبا، فستظل تحت السيطرة الأمريكية لضمان مشاركتها في إدارة الصراعات العالمية القادمة.
ما رأيك فيما يحدث في سوريا؟
المشهد السوري جزء من خطة أكبر لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط. ما يحدث الآن هو نتيجة ترتيب ممنهج للأوضاع الإقليمية. انظر إلى الضغوط على لبنان، إيران، وغزة، إضافة إلى انشغال روسيا في أوكرانيا. كل هذه الأحداث هي تمهيد لإعادة تشكيل المنطقة وفق الخطة الأمريكية.
كيف ترى موقع إسرائيل في الاستراتيجية الأمريكية الجديدة؟
إسرائيل ستظل المستفيد الأكبر من الدعم الأمريكي. مع توقف الحروب الدائرة، ستعلن تل أبيب قبولها لاتفاقيات مع حماس، ما سيتيح تهدئة نسبية في الشرق الأوسط. كما أن هناك احتمالات بتوسيع عمليات التطبيع مع دول عربية جديدة، مما يضع إسرائيل في موقع قوة غير مسبوق.
كيف ترى مستقبل الحرب بين روسيا وأوكرانيا؟
أعتقد أن الحرب ستدخل قريبًا مرحلة تفاوضية. روسيا ستحتفظ بالأراضي التي سيطرت عليها، بينما تزيد الولايات المتحدة الضغط على الصين. ومع ذلك، سيبقى الروس حذرين من أن يفقدوا علاقتهم الاستراتيجية مع بكين.
أين تقف القضية الفلسطينية في ظل الاستراتيجية الأمريكية؟
القضية الفلسطينية ستظل معلقة دون حلول إيجابية لسنوات قادمة. العرب بحاجة إلى تقديم حلول واقعية للعالم، لأن المخطط الأمريكي يركز على تعزيز مصالح إسرائيل في المنطقة، حتى تتفرغ واشنطن لمواجهة الصين.
النزاع بين الصين وتايوان يبدو صامتًا حاليًا، هل يمكن أن يتحول إلى صراع عسكري؟
نعم، من المحتمل جدًا أن يتحول الخلاف إلى حرب بعد انتهاء التهدئة في الشرق الأوسط. الولايات المتحدة تستهدف إشغال الصين، المنافس الأبرز لها اقتصاديًا، في صراعات إقليمية لتقييد نفوذها.
ما تعليقك على اعتداءات إسرائيل على لبنان رغم الاتفاقيات القائمة؟
إسرائيل تستغل كل فرصة لتحقيق مكاسب إضافية قبل استلام ترامب السلطة مجددًا. الاعتداءات على لبنان وغزة، إلى جانب بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية، كلها خطوات ضمن خطة لإضعاف المقاومة وإعادة رسم المنطقة لصالحها.
كيف يمكن للعرب مواجهة هذه التحديات؟
اللواء علي حفظي: على العرب تأسيس منظومة للأمن القومي العربي الجماعي، تتضمن استراتيجية شاملة للتعامل مع المخاطر المستقبلية. من الضروري إنشاء مركز دراسات استراتيجي يتبع جامعة الدول العربية، يضم خبراء من جميع الدول، لتقديم تحليلات مستقبلية تساعد الأمة على مواجهة التحديات القادمة.



