تقارير-و-تحقيقات

وصايا قرآنية ونبوية من سمات الأنبياء والصالحين

أكد الشيخ أشرف عبد الغفار، مدير عام أوقاف منية النصر بالدقهلية، أن التواضع وحسن الخلق هما جوهر تعاليم الإسلام، وهما الطريق إلى رفع الدرجات ونيل رضا الله تعالى والناس.

وأوضح الشيخ أشرف خلال حديثه لـ اليوم، أن هاتين الصفتين كانتا من أبرز سمات الأنبياء والأتقياء والصالحين على مر العصور.

حسن الخلق: سمة الأنبياء والأولياء

قال الشيخ أشرف إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم جعل حسن الخلق من أولويات الرسالة المحمدية، حيث قال: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”، داعياً المسلمين إلى اتباع هذا النهج السامي.

واستشهد بقوله صلى الله عليه وسلم: “اتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن”.

وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مثالاً يُحتذى في حسن الخلق، حيث وصفه الله في كتابه الكريم بقوله: “وإنك لعلى خلق عظيم”. وذكر أن السيدة عائشة رضي الله عنها عندما سُئلت عن خلق النبي قالت: “كان خلقه القرآن”، في إشارة إلى كونه تطبيقاً عملياً لتعاليم الإسلام في حياته اليومية.

التواضع: الطريق إلى رفعة الإنسان

تحدث الشيخ أشرف عن أهمية التواضع في حياة المسلم، مشيراً إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أكثر الناس تواضعاً رغم مكانته العظيمة عند الله والناس.

وأوضح أن النبي كان يجلس بين أصحابه كواحد منهم حتى أن الغريب إذا دخل المجلس لا يستطيع تمييزه. كما كان صلى الله عليه وسلم يعمل بيده في بيته، فيرقع ثوبه، ويخصف نعله، ويحلب الشاة.

واستشهد الشيخ بآية من القرآن الكريم تصف عباد الرحمن بالتواضع، حيث قال الله تعالى: “وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً”. وبيّن أن التواضع ليس ضعفاً، بل هو سمة الأقوياء الذين يدركون قيمة النفس البشرية.

التحذير من الكبر والاستعلاء

أكد الشيخ أشرف أن الإسلام يحذر من الكبر والاستعلاء، مشيراً إلى أن التكبر يؤدي إلى هلاك الإنسان في الدنيا والآخرة. واستشهد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر”.

كما استدل بوصية لقمان لابنه في القرآن الكريم: “ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور”. وأوضح أن الكبر في القول والفعل مذموم، وأن المسلم ينبغي أن يكون متواضعاً في كل أموره.

الموت: نهاية الغرور

اختتم الشيخ كلمته بتذكير الناس بحقيقة الموت الذي ينهي غرور الإنسان واستعلاءه، حيث قال: “مهما علا الإنسان في الدنيا، فإن نهايته إلى التراب. وقد خلقه الله من ماء مهين، فلماذا يتكبر ويتعالى على غيره؟”. وأشار إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: “عجبت لمن جرى في مجرى البول مرتين كيف يتكبر”.

ودعا الشيخ أشرف المسلمين إلى التواضع والتراحم فيما بينهم، مؤكداً أن من تواضع لله رفعه الله، وأن حسن الخلق هو مفتاح القلوب وطريق السعادة في الدنيا والآخرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights