نصائح من الأزهر لتحقيق أقصى استفادة في رمضان

أكدت الدكتورة هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، أن شهر رمضان يمثل فرصة عظيمة لمراجعة النفس والتوبة الصادقة من الذنوب، داعيةً المسلمين إلى اغتنام أيامه المباركة في التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة، واستثمار الشهر الكريم في تحقيق نقلة روحية حقيقية تعزز علاقتهم بالخالق.
جاء ذلك خلال مشاركتها في برنامج “فتاوى نسائية”، المذاع عبر قناة “الناس”، حيث شددت على أن البداية الحقيقية للاستفادة من رمضان تكون بالتوبة النصوح والاستغفار، مع العزم الصادق على عدم العودة إلى الذنوب.
واستشهدت بقول الله تعالى: “وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون” (النور: 31)، مؤكدةً أن التوبة هي أولى الخطوات نحو تحقيق الأهداف الروحية في الشهر الفضيل.
التخطيط السليم.. مفتاح النجاح في العبادة
وأوضحت إبراهيم أن التخطيط الجيد يساعد المسلمين على تحقيق أقصى استفادة من هذا الشهر، من خلال وضع برنامج يومي يشمل العبادات الأساسية وأعمال الخير، بحيث يكون متوازنًا بين الفرائض والنوافل.
وأوصت بوضع جدول زمني يتضمن:
أداء الصلاة في وقتها، مع الحرص على صلاة التراويح وقيام الليل.
تلاوة ورد يومي من القرآن الكريم، مع التدبر في معانيه.
صلة الرحم والتواصل مع الأهل والأقارب، لما لها من أجر عظيم.
الحرص على الصدقات، حتى وإن كانت قليلة، لأن الصدقة مضاعفة الأجر في رمضان.
محاسبة النفس يوميًا، للتأكد من مدى الالتزام بالأهداف الروحية وتحقيق التقدم فيها.
إحياء الروحانية وتعزيز القيم الأسرية
وأضافت إبراهيم أن رمضان ليس مجرد صيام عن الطعام والشراب، بل هو فرصة لتجديد العلاقة مع الله، وتقوية الروابط الاجتماعية، والارتقاء بالسلوكيات والأخلاق.
وأكدت أهمية استغلال هذا الشهر في بر الوالدين، والتقرب إليهم، والإحسان إليهم بالكلمة الطيبة والأفعال الصالحة، مشيرة إلى أن البر لا يتوقف على الجانب المادي، بل يشمل الحب والاهتمام والدعاء لهم.
كما لفتت إلى أن رمضان فرصة لإعادة النظر في أسلوب حياتنا وعاداتنا اليومية، حيث يمكن استغلاله في الإقلاع عن العادات السيئة، مثل الإسراف في الطعام، والانشغال المفرط بوسائل التواصل الاجتماعي على حساب العبادات.
رمضان.. طريق إلى مغفرة الله وجنته
وفي ختام حديثها، شددت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى على أن رمضان فرصة ذهبية للفوز بالمغفرة والقبول من الله، مستشهدة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه” (متفق عليه).
كما ذكّرت بفضل الصيام، وأشارت إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “إن في الجنة بابًا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أُغلق فلم يدخل منه أحد” (رواه البخاري ومسلم).
ودعت إبراهيم المسلمين إلى الحرص على استغلال كل لحظة في رمضان في الطاعات، والعمل على الخروج منه بقلب أنقى وإيمان أقوى، ليكون شهرًا لتغيير الحياة نحو الأفضل.https://www.youtube.com/watch?v=lP5Tw73LnvE




