عرب-وعالم

25 زعيماً برئاسة السيسي وترامب يضعون اللمسات الأخيرة على اتفاق إنهاء حرب غزة

تستعد مدينة شرم الشيخ المصرية، غداً الإثنين، لاستضافة قمة دولية كبرى تحت عنوان “قمة شرم الشيخ للسلام”، بمشاركة أكثر من 25 زعيماً وقائداً من مختلف أنحاء العالم، لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق الشامل لوقف الحرب في قطاع غزة، وبدء مرحلة جديدة من الاستقرار في المنطقة.

وأعلن متحدث باسم الرئاسة المصرية أن القمة ستُعقد برئاسة مشتركة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأميركي دونالد ترامب، في حدث وصفه مراقبون بأنه الأكثر أهمية منذ اندلاع الحرب، ويهدف إلى إرساء وقف دائم لإطلاق النار، وإعادة فتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح جميع المحتجزين.

قادة العالم يتوافدون إلى “مدينة السلام”

وأكدت الرئاسة المصرية مشاركة قادة أكثر من عشرين دولة، بينهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني.

كما أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي ماكرون سيتوجه إلى مصر للمشاركة في القمة، مشيراً إلى أن الاجتماعات ستتناول تنفيذ خطة السلام التي رعتها واشنطن بالتعاون مع مصر وقطر وتركيا، بهدف تثبيت الهدنة واستئناف المساعدات وإعادة إعمار غزة.
وأكد الإليزيه أن ماكرون سيجدد دعم فرنسا لـ حل الدولتين باعتباره “الطريق الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار الدائمين”.

وفي لندن، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مشاركته في القمة، مؤكداً أن خطة السلام تمثل “نقطة تحول تاريخية بعد عامين من النزاع وإراقة الدماء”، وأن بلاده ستدعم بقوة آلية المراقبة الدولية لتنفيذ الاتفاق وتشكيل حكومة انتقالية في غزة.

حضور عربي وإقليمي واسع

من الجانب العربي، أكدت قناة المملكة الأردنية أن الملك عبد الله الثاني سيحضر القمة، إلى جانب العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، فيما ذكرت مصادر أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان تلقى دعوة رسمية لحضور القمة بصفته ضيفاً إقليمياً مهماً في ملف غزة.

كما أعلنت قناة NTV التركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان سيشارك في القمة، وهو ما أكده مراسلون ميدانيون الأحد، مشيرين إلى أن مشاركة أنقرة تُعد خطوة رمزية نحو توحيد الجهود الإقليمية لإنهاء النزاع.

وأكدت الحكومة الألمانية أن المستشار فريدريش ميرتس سيتوجه إلى مصر للمشاركة في مراسم توقيع خطة السلام، مشيرة إلى أن برلين ستدعم جهود تثبيت وقف إطلاق النار وتوسيع المساعدات الإنسانية، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي أن رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا سيمثل التكتل في القمة.

الأمم المتحدة في قلب المبادرة

من جانبه، أعلن مكتب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الأخير سيحضر القمة غداً في شرم الشيخ، مؤكداً أن مشاركته تأتي في إطار دعم الأمم المتحدة للجهود المصرية – الأميركية في ترسيخ السلام العادل والدائم في غزة، قبل أن يعود إلى نيويورك الأربعاء المقبل.

غياب نتنياهو وحماس عن المشهد

حتى مساء الأحد، لم يصدر تأكيد رسمي بشأن مشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القمة، بينما أوضح عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران أن الحركة لن تشارك في مراسم التوقيع، مشيراً إلى أن الأمر “سيقتصر على الوسطاء والمسؤولين الأميركيين والإسرائيليين”، ما يعكس طبيعة القمة باعتبارها منصة لإقرار الاتفاق وليس للتفاوض حوله.

تحركات مصرية ودبلوماسية مكثفة

ويُتوقع أن يُلقي الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة افتتاحية يؤكد فيها التزام مصر الثابت بإنهاء الحرب في غزة وإعادة الإعمار وضمان الحقوق الفلسطينية المشروعة.
كما سيعقد الرئيسان السيسي وترامب جلسات ثنائية مع عدد من القادة المشاركين، من بينهم ماكرون، أردوغان، والملك عبد الله الثاني، لمناقشة الخطوات التنفيذية التالية للاتفاق.

ويرى محللون أن القمة تمثل تتويجاً لأسابيع من الوساطة المصرية الكثيفة، التي ساهمت في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتصارعة، بدعم مباشر من واشنطن والدوحة وأنقرة، مشيرين إلى أن اختيار شرم الشيخ – مدينة السلام – يحمل دلالة رمزية قوية على الرغبة في طي صفحة الحرب وبدء مرحلة جديدة من التفاهمات الإقليمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights